مخرنبق
36
دفطس
37
وقته في حشو جؤجؤه
38
بما لا يفيد من العلوم، أو في - ولكن البساطة أولى وأشفى، ما لنا وخطبة «لم تفتق رتق سمع، ولا خطب مثلها في جمع» فها قد أسمعتكم ما يفتق الأسماع حقا بل يفلق الصخور.
سأحدثكم الليلة في موضوع قريب منا كلنا، بلغة تسمعونها كل يوم، وبعبارة تفهمونها وأنتم إلى أشغالكم سائرون. موضوعي: قيمة الحياة، وأريد - بادئ بدء - أن أسدل ستارا على الماضي وآخر على المستقبل فأحصر الحياة في الحاضر، وأسألكم سؤالا: لو علمتم - حق العلم - أن الحياة صدفة من صدف الطبيعة، وأن لا سابق قصد لها ولا لاحق، لا قوة مدركة وراء المهد ولا وراء اللحد، فترسلها وتبعثها عقلا وروحا.
وبكلمة أخرى: لو تأكدتم أن الحياة مادية محض والموت ضجعة أبدية، كيف تعيشون يا ترى وكيف تعملون لترفعوا من قيمتها وتجنوا الناضج اللذيذ من ثمارها؟ أتجعلون قاعدتها الأساسية قاعدة التجار والمتمولين: أن لا حقيقة في العالم إلا المال؟ أتقولون قول السياسيين والمسيطرين: أن لا حق في العالم إلا القوة؟ أتذهبون مذهب فلاسفة اليونان الكلبيين: أن لا حقيقة في العالم إلا اللذات؟ أو تقولون قول حشاشي الزمان القديم أن لا حقيقة في العالم على الإطلاق وكل شيء مباح؟ لو تأكدنا أن الكون مركب من المادة والقوة فقط وأن الحياة كذلك، أينبغي أن نعيش كالحيوانات؟ وإن نحن فعلنا أنأمن شر أنفسنا إن لم أقل شر الأقوياء فينا؟
إذا أحب أحد الناس أن يعيش كما لو كان هو العالم وبيته الدنيا، واستطاع إلى ذلك سبيلا أيستطيع أن يذهب على هواه دون أن تذهب حياته ضحية الأطماع والأهواء، ولو ضحاني هذا السيد العظيم الأثيم وضحاكم على عرفات قدسه ومجده وأهوائه أيأمن يا ترى صولة الجماعات حين يستيقظون فينهضون؟ أآمن هو ويد فوق يده تأخذ بناصيته يوم يثأر الحق بأعدائه؟
Halaman tidak diketahui