وقد قال الحسون: إن شعر الدوري هذا من نوع الأناشيد الدينية التي يقيسها ناظموها بالأصابع ويقطعونها كالشعر ليكسبوها في الأقل ظاهر شكله، ووددنا لو كان في إمكاننا إتحاف قرائنا الكرام بقصيدته الغراء - أي: قصيدة الحسون - ولكن مخبري جرائد السماء التقطوا من الهواء دررها الغالية قبل أن تقع إلى الأرض.
على أن سيادة أسقفنا الجليل أخصنا بما جادت به قريحته في المأدبتين اللتين أقيمتا له تحت الزيتونة وتحت السنديانة
5
والخطبتان من نفائس الخطب، في الواحدة منهما ما يسمونه إعجاز الإيجاز وفي الثانية بلاغة عجيبة ما وقفنا على كلام للعرب في وصف مثلها.
6
خطبته تحت السنديانة
قال أعزه الله، وأيد في العالمين مبداه:
يا أيها الذين آمنوا، ثلاث ما قل قليلها، الغربة، والكربة، وأضغان ذوي القربى، وثلاث ما كثر كثيرها، البرية، والحرية، والنعمة الإلهية، جعل الله قسمتكم من تلك قليلة ومن هاته كثيرة والسلام.
ومن خطبته تحت الزيتونة
أربع وعظتني اليوم فأعظكم بها:
Halaman tidak diketahui