241

Rayhanat Kitab

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Editor

محمد عبد الله عنان

Penerbit

مكتبة الخانجي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٨٠م

Lokasi Penerbit

القاهرة

الْقطر الَّذِي استظل بِظِل جناحكم، وَأمن فِي سياج رماحكم، وأخضبت أرجاؤه بغيث سماحكم، ضَاقَتْ بهَا الصُّدُور عَن زفراتها، والشؤون عَن عبراتها، والقلوب عَن أوجالها، والنفوس عَن اعتلالها، لاكن الثِّقَة بِاللَّه سُبْحَانَهُ مَا بَرحت تطلع فِي ليل ذَلِك الْخطب شهابا، والتوكل عَلَيْهِ لم يزل يفتح فِي تِلْكَ الشدَّة بَابا، وَمَا كَانَ الله لينثر عقد الدّين بعد انتظامه، وينسخ حكمه بعد إحكامه، ويكل الْإِسْلَام إِلَى إِسْلَامه، ويطفي النُّور الَّذِي وعد بإتمامه، إِلَى أَن ترادفت الْأَخْبَار من جهاتها، وَاتفقَ منقولها عَن اخْتِلَاف رواتها، وشافهنا بهَا من شَاهد ذَلِك التمحيص رَأْي الْعين، وَتبين الْحق من المين، وتعرفنا مَا كَانَ من صنع الله لكم فِي الشدائد بِمُقْتَضى فَضله الْجَمِيل العوائد، وَأَن مقامكم قد شملته الْعِصْمَة، وحلت على الْإِسْلَام بوقايته النِّعْمَة. ثمَّ وصل كتابكُمْ [المستولي] على مُطلق الرجا بعد اعتقاله، منطق لِسَان الشُّكْر لله بفصيح مقاله، وتعرفنا أَن ذَلِك الْقطر [سكن راجف زلزاله]، وَوضع الأوزار وطيس نزاله، وَدخلت فِي مَذْهَب السّنة وَالْجَمَاعَة طوايف اعتزاله. وَأَن الْأَيَّام قد اعْترفت بذنبها، وَالْأَرْض قد أشرفت بِنور رَبهَا، والقبائل وسعهم الصفح والنائل، والمعاقل خف للطاعة مِنْهَا المتثاقل، وأنكم صرفتم النّظر الْجَمِيل إِلَى مَا يمهد الأوطان، وَيُؤَيّد السُّلْطَان، ويؤمن الْخَائِف، ويؤلف على مرضاة الله الطوائف. وَأَن مَحل أخينا الظَّاهِر الطَّاهِر أَبَا عَليّ النَّاصِر، أسعده الله، قدمتموه بَين يَدي ركابكم طَائِعَة الْيمن والسعد، ورائد عزمكم الصَّادِق الْوَعْد، وأنكم تقفون أَثَره إِن شَاءَ الله بالجيوش الجرارة، والكتائب المختارة، والمناصل الْمَاضِيَة الشبا، وَالْمُضَارب الَّتِي تشيب ببيضها مفارق الرِّبَا، وَإِن غرر هَذِه الْكتب، تقفوها غرر الْكَتَائِب، وَخبر هَذَا المروم، يتلوه خبر اللطائف الْعَجَائِب، فَنعم من قدمتم، إِنَّهَا لمقدمة لِلْعَدو سالبة، وأداة تَعْرِيف ألفها

1 / 257