Pandangan Mengenai Abi al-Ala: Lelaki yang Menemui Dirinya Sendiri

Amin Khuli d. 1385 AH
217

Pandangan Mengenai Abi al-Ala: Lelaki yang Menemui Dirinya Sendiri

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Genre-genre

وهذه هي السماء تقذف بشهب وصواعق هي من الحجارة وما إليها، فليس الأمر حتى من غير المعتاد، فيعد مستحيلا عاديا، وأما أن تنبت الأرض عودا مهما يكن حالها أو يكن فيها من أصول الشجر، فذلك ليس ببعيد أيضا، فكيف جعلهما أبو العلاء من العادات المتغيرات بإذن الله؟! ثم كيف جعلهما مما ليس في المعقول، فقال: أما في المعقول فلا ...؟! أما إنه لو قال: أما في المعهود فلا، لاتسقت هذه مع قوله: العادات بإذن الله متغيرات. وإن لم يظهر لنا أن هذا من المستحيل العادي فليكن من غير المعتاد أي من غير المألوف مثلا. وفي كل حال فعبارة صاحبنا ليست سليمة.

وتدع هذا إلى قوله في وصف القدرة الإلهية فترى منه أولا ما يستقيم؛ كقوله: «ولا عجب من أمر الله ولمشيئة الله النفاذ.»

35

أو قوله: «رحمتك مكون المعجزات.» أو قوله: «الله القادر على كل بعيد.» فإنه لا بأس به، لكنك ترى إلى جانبه قوله: «لا يعجزك ممتنع في العقول.»

36

مع قوله:

37 «يقدر الله على المستحيلات، رد الفائت، وجمع الجسمين في مكان؛ إذ كان لا ينسب إلى عجز ولا انتقاص، فإذا مررت بعود بال، فاعلم أن الله يستطيع أن يكسوه أخضر كخضرة الحسام حتى يورق ورقا كعدد الرمال.» فتقرأ أن القدرة تنال الممتنع في العقول وما لا تحتمله الألباب. وبين هذين قوله: «يقدر الله على المستحيلات.» فتشعر أنه يريد المستحيلات العقلية، ويجهر بتحكيم هذه القدرة في هذه المستحيلات العقلية!

38

ولكن كيف والمتكلمون يقررون أن قدرة الله لا تتعلق بهذا المستحيل العقلي، كما لا تتعلق بالواجب؛ لأن ذلك المستحيل - كما عرفت قريبا - ممتنع في العقل وجوده، ممتنع ثبوته. ولا يقال: إن الله قادر على كذا من المستحيلات عقلا، وإلا كان عاجزا كما يقول الشيخ: «إذ كان لا ينسب إلى عجز ولا انتقاص.» فقوله في هذه المواضع خطأ عند الكلاميين الدينيين بعدما استسلم إليهم في نفي الأسباب وتغير النواميس، وكأن الشيخ بعدما أخل بأصول التفلسف قد أخل مع ذلك بمقررات التدين. وما أحسبه إلا في غمرة من النشوة الوجدانية في عالم التقديس والتمجيد الذي ردد فيه تسبيحات الفصول والغايات، قد اندفع اندفاع المتفنن، لا يرعى حرمة المصطلحات، ولا يلتزم تدقيق المتفلسفين حتى ولو كانت فلسفتهم لاهوتية دينية! ما أحسبه من الناحية النفسية إلا كذلك، ومن هنا كان يذكر الممتنع في العقول وما لا تحتمله الألباب، ثم إذا به يقفي باخضرار العود البالي، وليس ذلك مما يمتنع في المعقول، وليس مما تحتمله الألباب، بل هو عادي قريب، والشجر يخرج من الشتاء باليا، بل محترقا في البلاد التي يسقط فيها الجليد، ثم إذا هو أخضر مزهر ومثمر في الربيع ...!

وكذلك يعطينا حديث أبي العلاء عن القدرة والمشيئة الإلهيتين الفكرة عن إخلاله بالمنهج الفلسفي، ثم يقدم لنا الشاهد على ضعف ثقافته الكلامية الإسلامية التي تتصل بالتفلسف اتصالا وثيقا. ويرحم الله الشيخ؛ فقد كان وجدانيا أكثر مما كان شيئا آخر.

Halaman tidak diketahui