Tarikh al-Banakti
تأريخ البنكتي
كان فى الصين، كيمشان، وشودى، وشو، وسو، وفى الصين الكبرى ببنك زون، وفى بغداد الخليفة القاهر لدين الله، وفى خوارزم وخراسان وغزنة وما وراء النهر والتركستان السلطان محمد خوارزم شاه، وذكرت أخباره فى نفس تاريخ جنكيز خان، وابنه السلطان جلال الدين منذ ذلك الوقت الذى عبر فيه نهر السند، وتخلص من يد جيش المغول، وتوقف يومين فى وسط جيش آبيشه، ولحق به ما يقرب من خمسين رجلا وهبوا حياتهم له، وعلموا أن جماعة من أشرار الهنود، وهم مشاة وفرسان أعملوا السرقة والفساد، وهم على بعد فرسخين من مقر السلطان، فبيتهم السلطان فجأة، وقضى على معظمهم، واستولى على خيولهم وأسلحتهم، وانضم إليهم جمع آخر من كل صوب، وجاء الخبر بأن أربعة آلاف رجل من جيش الهند قدم هذه الحدود، فشد عليهم السلطان مع مائة وعشرين رجلا، وقتل معظمهم ورأى جيشه، وقد غنم هذه الغنائم.
ولما بلغ خبر هزيمة السلطان إلى الهند، اجتمع ستة آلاف رجل من جبل بلالة، وبنكالة، ومضوا للسلطان، فتقدم السلطان إليهم فى خمسمائة فارس، وحاربهم وقضى على معظمهم، وجاء بعضهم إليه، وكان جيشه فى ذلك الوقت ثلاثة آلاف، ومضى إلى دهلى، ولما بلغ الحدود، أرسل رسولا إلى السلطان شمس الدين، قائلا: بما أنه كان لنا سابقا حق الجوار، وكان بين الجانبين تعاون فى السراء والضراء، وهذا ما يليق بالمروءة. وطلب موضعا يقيم فيه عدة أيام، ولما كان السلطان مشهورا بشدة البطش، وانتظر السلطان شمس الدين فى الرد عليه عدة أيام، وخاف من العاقبة، فقتل الرسول فى النهاية، وأرسل عظيما بهدايا نفيسة وعطايا فاخرة، ومهد للمعذرة، قائلا: إن الجو فى هذه الحدود لا يناسب مزاج السلطان، وإذا رأى السلطان هذا، فعليه أن يمضى من حدود دهلى حتى يخلص السلطان من يد الطغاة ويسلمه.
Halaman 414