Tarikh al-Banakti
تأريخ البنكتي
والأمراء الآخرون الذين يأتون بعشرات الآلاف، والمئات فى أول العام، وآخره، ويسمعون القانون، ويعودون، فإنهم إذا استطاعوا تولى قيادة الجيش، وأولئك الذين يبقون فى معسكراتهم، ولا يسمعون المعارف، فإن حالهم يصبح كالحجر الذى يقع فى ماء غزير وعميق، أو كالسهم الذى يرمونه فى القصباء، فلا يظهر، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يليقون للزعامة والرئاسة.
وكل شخص يستطيع أن يقيم بيته، يستطيع أن يقيم الملك، ومن يستطيع أن يسعد عشرة أشخاص بمقتضى الشرط، يجدر أن يقدموا له الآلاف، ويستطيع إسعادهم.
ومن يستطيع أن يطهر بيته، يستطيع أن يطهر الملك من اللصوص، وكل أمير لا يستطيع أن يسعد قريته، فنعده وزوجته وأبناءه مذنبين، ونختار أميرا آخر من قريته، ويصبح أمير الآلاف والمئات.
وكل كلمة يتفق عليها ثلاثة علماء، يجب أن تعاد فى كل مكان، إلا لا ينبغى الثقة فيها، فقس كلامك بكلام غيرك من العلماء، وإذا اتفق عليها قيلت، وإلا لا ينبغى أن تقال. كل إنسان يمضى إلى عظيم يجب ألا يتحدث حتى يسأله هذا العظيم، فيجيب إجابة مطابقة لهذا السؤال، وإذا قال كلاما أكثر من هذا، فإذا سمعوه فبها، وإلا فقد طرق الحديد البارد، وحينما يركب العظماء الذين لهم الرئاسة على جميع الجنود للصيد، ينبغى أن يقيدوا أسماءهم، ليدعوا لهم بالخير على الدوام.
كن بين الناس مثل العجل ماهرا ساكتا، وفى وقت الحرب مثل العقاب الجائعة التى تقاتل فى الصيد. وقال: يجب أن نمضى فى الضجيج، فمضى دراكاى آوها من قوم معينين إلى بلغان، وكان معه خادما، فرأى فارسين من بعيد، فقال الخادمان: بما أننا ثلاثة، فلنضرب هؤلاء القادمين، فقال: كيف رأيناهما فقد رأونا كذلك، ولا ينبغى أن نضربهم، وضرب الحصان بالسوط وهرب، وبعد ذلك اتضح أن أحد هذين الاثنين تيمور آوها من قوم التتار، وأجلس مائة شخص من خدامه فى كمين، وأظهر نفسه حتى إذا قصده الفرسان الثلاثة، وانهزم مضى إلى خدامه طالبا المدد، وفهم هذا الأمر وهرب، وكان لديه بالقرب من هذا المكان اثنان وعشرون خادما فأخرجهم معه، والاحتياط واجب فى مثل هذه الأمور.
Halaman 411