168

Taman Para Pecinta

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Editor

محمد عزير شمس

Penerbit

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Nombor Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

الرياض وبيروت

Genre-genre

Tasawuf
وقيل لبعض الأعراب: ما ينالُ أحدُكم من عشيقته إذا خلا بها؟ قال: اللَّمس، والقُبَل، وما يشاكلها (^١). قال: فهل يتطاولان إلى الجماع؟ فقال: بأبي وأُمي ليس هذا بعاشقٍ! هذا طالبُ ولد.
ويُحكى (^٢): أنَّ رجلًا عشقَ امرأةً، فقالت له يومًا: أنت صحيحُ الحبِّ غير سقيمه ــ وكانوا يُسَمُّون الحبَّ على الخنا: الحبَّ السقيم ــ فقال: نعم، فقالت: اذهبْ بنا إلى المنزل، فما هو إلا أن حَصَلَتْ في منزله، فلم يكن له نَهْمةٌ (^٣) غيرَ جماعها، فقالت له وهو كذلك:
أسرفتَ في وطئنا والوَطءُ مَقْطَعَةٌ ... فارفُقْ بنفسِكَ إنَّ الرِّفْقَ محمودُ
فقال لها وهو على حاله:
لَوْ لَمْ أطأكِ لما دامتْ محبَّتُنا ... لكنَّ فِعْلِيَ هذا فعلُ مجهُود
فنفرت مِنْ تحته، وقالت: يا خبيثُ أراكَ خلافَ ما قلتَ مِنْ صحَّة الحبِّ، ولم تجعل جماعي إلا سببًا لذهاب حبِّك، والله لا ضمَّني وإياك سقفٌ أبدًا! وسيأتي تمامُ الكلام في هذا في باب عفاف المحبين، إن شاء الله تعالى.

(^١) ت: «يشاكلهما».
(^٢) الخبر مع الشعر في «الواضح المبين» (ص ٨٧)، و«ديوان الصبابة» (ص ٢٠٨ - ٢٠٩).
(^٣) ش: «همة».

1 / 141