Rawd Unuf
الروض الأنف في شرح السيرة النبوية
Penerbit
دار إحياء التراث العربي
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٢ هـ
Lokasi Penerbit
بيروت
Wilayah-wilayah
•Maghribi
Empayar
Almoravid atau al-Murābiṭūn
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وَقَوْلُهُ: وَلَا تَقْرَبُوهُ بِمِئْلَاتٍ، وَهِيَ: الْمَحَائِضُ. لَمْ يُرِدْ النّسَاءَ الْحُيّضَ؛ لِأَنّ حَائِضًا لَا يُجْمَعُ عَلَى مَحَائِضٍ «١»، وَإِنّمَا هِيَ جَمْعُ مَحِيضَة، وَهِيَ خِرْقَةُ الْمَحِيضِ، وَيُقَالُ لِلْخِرْقَةِ أَيْضًا: مِئْلَاةٌ، وَجَمْعُهَا: الْمَآلِي قَالَ الشّاعِرُ:
كَأَنّ مُصَفّحَاتٍ فِي ذُرَاهُ ... وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنّ الْمَآلِي «٢»
وَهِيَ هُنَا خِرَقٌ تُمْسِكُهُنّ النّوّاحَاتُ بِأَيْدِيهِنّ، فَكَانَ الْمِئْلَاتُ كُلّ خِرْقَةٍ دَنِسَةٍ لِحَيْضِ كَانَتْ، أَوْ لِغَيْرِهِ وَزْنُهَا مِفْعَلَة مِنْ أَلَوْت: إذَا قَصّرْت وَضَيّعْت، وَجَعَلَهَا صَاحِبُ الْعَيْنِ فِي بَابِ الْإِلْيَةِ وَالْأَلِيّةِ، فَلَامُ الْفِعْلِ عِنْدَهُ يَاءٌ عَلَى هَذَا، وَاَللهُ أَعْلَمُ، وَيُرْوَى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: مِئْلَاثًا بِثَاءِ مُثَلّثَةٍ، وَمِنْ قَوْلِهِ حين كسا البيت:
- الرّيطة ذات لفقين، أو الملحفة على أنه ورد أن الكعبة كانت تكسى فى الجاهلية كسى شتى من البرود المخططة، ومن عصب اليمن، وهى برود يمنية، وقيل إن نتيلة بِنْتُ جَنَابٍ أُمّ الْعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ كستها الحرير والديباج، وكان المأمون يكسوها ثلاث مراث، فيكسوها الديباج يوم التروية، والقباطى يوم إهلال رجب، والديباج الأبيض فى اليوم السابع والعشرين من رمضان وذلك سنة ٢٠٦، وليت من يقيمون كسوتها يقيمون مناسك الله سبحانه.
(١) فى القاموس المرأة تحيض حيضا ومحيضا ومحاضا فهى حائض وحائضة وجمها: حوائض، وحيض بضم الحاء وتشديد الياء مع فتح والحيضة الخرقة، وكذلك المحيضة.
(٢) البيت للبيد يصف سحابا. والمصفحات: السيوف، ومن رواها بكسر الفاء، فهى النساء. شبه لمع البرق بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن.
1 / 177