============================================================
فما هو إلا أن سمع الأسد كلام شيبان فبصبص وحرك ذنبه مثل الكلب فالتفت إليه شيبان وعرك أذنه فقلت له ما هذه الشهرة فقال وأى شهرة هذه ياثورى لولا كراهة ما حملت زادى إلى مكة إلا على ظهره وحكى أن بعضهم كان فى بعض الجبال وكان إذا اصابه المطر والبرد يأتيه بعض الأسود ويبرك عليه ويدفئه.
العكاية التاسعة والستون بعد الهاقتين قال المؤلف غفر الله له أخبرنى بعض الاخوان الصالحين قال غضبت على نفسى يوما فقلت لها أرميك فى المهالك وكنت فى موضع قريب من الأسود فجئت فاضطجعت بين شبلين صغيرين ثم أقبل أبوهما بعد ساعة وهو حامل فى فمه لحما فلما رآنى وضعه من فيه وجلس بعيدا منى ثم أقبلت أمهما وهى حاملة لحما أيضا فلما رأتنى رمت باللحم وصاحت وحملت على فتلقاها الأسد بيده ومنعها فجلست ولم يتحركا فمكثا ساعة ثم جاء الأسد يمشى قليلا قليلا فأخذهما بلطف ورماهما إلى أمهما واحدا بعد واحد قلت وهذا من عجيب لطف الله بأولياثه رضى الله عنه وعن سائر الصالحين.
الحكاية السبعون بعد اطائتين روى أن بعض المشايخ غضب عليه بعض الولاة فأمر بالقائه بين يدى الأسد فأخذ الأسد يشمه ولايضره، أو قال يبصبص قيل للشيخ كيف وجدت قلبك فى ذلك الوقت فقال كنت أتفكر فى سؤر السباع ولعابها يعنى فى طهارته وكلام العلماء فى ذلك رضى الله عنه وقيل قصد جماعة من الفقهاء زيارة بعض الشيوخ فلما أتوه صلوا خلفه فسمعوه يلحن فى قراءته فتغير اعتقادهم إليه فلما ناموا أجنبوا كلهم تلك الليلة فخرجوا فى السحر يغتسلون ووضعوا ثيابهم عند بركة ماء هناك ونزلوا فى الماء فجاء الأسد وجلس على ثيابهم فلاقوا شدة من شدة البرد، فجاء الشيخ وأخذ بأذن الأسد وقال ما قلت لك لا تتعرض لضيفانى ثم قال لهم أنتم اشتغلتم باصلاح الظاهر فخفتم الأسد ونحن اشتغلنا باصلاح الباطن فخافنا الأسد رضى الله عنه (قلت) سألت بعض الإخوان الصالحين المنقطعين فى البرارى فقلت له كيف كان من حالك مع الأسود فقال ألبست هيبة الله فكنت أسد الأسود وكانت إذا رأتنى
Halaman 224