Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Genre-genre
والظاهر أنه إنما يمتنع ((متكلما)) نظرا إلى كون الكلام فعلا لا صفة،وأما اذا جعل صفة على معنى نفي الخرس فهو جائز، وان كان قليلا، ويدل عليه قول المصنف - رحمه الله - ومتكلم ليس بأخرس، ثم ظاهر قوله ليس بأخرس أن الخرس ضد الكلام، فينفى به كما ينفى بكل صفة ضدها كما هو المشهور لكن ذكر شارح العدل - رحمه الله - في مسألة اختلف الناس في المعدوم، هل هو مأمور.. الخ ؟ ما يدل على أن الخرس أمر يضد الكلام حيث قال: فغالطت الاشعرية المعتزلة مغالطة دهشت المعتزله بإيرادهم إياها عليهم، وهي شبهه من شبههم، فترددت المعتزلة عندها وحارت حتى تنبه لحلها وكشفها بعض حذاقهم، وذلك أن الاشعرية قالوا: ان صفات الله سبحانه التي هي الصفات السبع التي هي: الحياة والعلم والقدرة والارداة والسمع والبصر والكلام صفات ذاتية ينفين عنه جميع صفات الحدوث والنقص والذم والعجز. والافات كل واحدة تنفي ضدها ومقابلها الذي هو آفة وعجز ونقيض. فالحياة تنفي الموت والموت ينفي بالحياة. فمن لم يكن حيا فهو ميت، ولاثالث إلى أن قال: والكلام ينفي الخرس وهو ضده ولا ثالث بين الكلام والخرس بعد حصول الحياة والعلم والقدرة والارادة والسمع والبصر.
Halaman 156