Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Genre-genre
احدهما: ذاتي أي صفة ذاتية له - تعالى - الصفة معنى أعتباري يعتبر بها نفي ضدها عنه تعالى.
النوع الثاني: هو كلام فعلي، نسبة إلى الفعل، وهو هنا الايجاد للاصوات المشتملة على الفاظ دالة على معان يوجدها فيما شاء من الاشياء كاللوح المحفوظ والشجرة التي نودى منها موسى - عليه السلام - وحكمة خلقه. إعلام من خلق لأجله الكلام، وذلك الإعلام إما بإلقاء اليه من الرب - عز وجل -، يلقي من سمعه، وأما أن يشرح له صدره فيلقيه في قلبه وأما أن يكون على لسان ملك يجيء به من السماء إلى النبي كأنزال القرآن العظيم على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فقوله»واعلم بأن كلامه ... الخ« : تنبيه على أن الكلام من صفات ذات الوجهين: يكون صفة ذات ويكون صفة فعل. ولما لم يذكر المصنف هذا النوع صريحا فيما تقدم نبه عليه بقوله واعلم .. الخ.
ثقوله»وهو الخلق للاصوات« : أي الأيجاد لها. وقد يقال أن الكلام هو اللفظ الدال على معان وهذا غير الايجاد. ففي كلام المصنف تأمل ويجاب عنه بأن التعريف للفعل لا للكلام . والمعنى أن النوع الثاني فكلامه بالفعل وهذا الفعل هو الخلق للاصوات ... الخ فلا إشكال.
وقوله »فيما شاء«: أي في أي محل شآء ان يخلقه فيه، وفيه إشارة إلى أنه لا يلزمنا تعيين محل الخلق، فيفيد الجواب لصاحب تلك النونية في قوله :
لم يعد أن يك بين خلق سمائه والارض مخلوقا بلا نقصان
ما باله اذ قال لم أخلقهما إلا بحق ثابت الاركان
فالحق لم يخلقه قل لي أم له معنى ثبوت عند ربك ثان
أي لو كان القرآن مخلوقا لوجب ان يكون مخلوقا بين السماء والارض أو في احدهما لم يعد ذلك. والله - عز وجل - قال: { أو لم يتفكرو في أنفسهم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } (¬1) . فالآية دليل على أنهما مخلوقتان، وما بينهما بالحق، والحق هو القرآن، فلا يستقيم أن يكون مخلوقا بينهما، أو في أحدهما، فبطل كون مخلوقا.
Halaman 145