92

Rawd Akhyar

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Penerbit

دار القلم العربي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ

Lokasi Penerbit

حلب

Genre-genre

Sastera
Retorik
كسرى في بعض حروبه برجل قد استظلّ بشجرة وقد شدّ دابّته وألقى سلاحه، فقال: يا نذل نحن في الحرب وأنت بهذه الحالة تتقي من الحرّ؟ فقال: أيها الأمير بلغت هذا السنّ «١» بالتوقي. فضحك وأعطاه مالا. قيل لرجل: إذا انهزمت غضب الأمير. قال: أن يغضب الأمير وأنا حيّ أحبّ إليّ من أن يرضى وأنا ميت. قيل لبعض المنهزمين: من خير الناس؟ قال: من صبر أخزاه الله ومن هرب نجّاه الله. أتي الحجّاج برجل من أصحاب ابن الأشعث» فقال: أسألك أن تقتلني وتخلّصني. فقال الحجّاج: لم؟ قال: لأني أرى في المنام كلما نمت أنك تقتلني، وقتلة تخلّصني أهون من ذلك. فضحك وخلّى سبيله. قال سقراط لرجل هرب من الحرب: الهرب من الحرب فضيحة. فقال الهارب: شرّ من الفضيحة الموت. الحجاج: ولّيتم كالإبل الشوارد إلى أوطانها، النوازع إلى أعطانها «٣»، لا يلوي الشيخ على بنيه، ولا يسأل المرء عن أخيه. سمع الجمّاز محبوسا يقول: اللهم احفظني. فقال: قل: اللهمّ ضيّعني حتى ينقلك من ههنا، فحفظه لك أن يبقيك في الحبس. كتب رجل من أهل السجن إلى الرشيد: ما مرّ يوم من نعيمك إلّا مرّ يوم من بؤسي، والأمر قريب، والسّلام. أتي المنصور برجل جان فأمر بقتله، فقال: إنّ الله أعظم سلطانا منك وهو عاقب بالخلود لا بالفناء. فحبسه. حكي أن يوسف ﵇ دعا لأهل السجن فقال: اللهم عطّف عليهم الأخيار، ولا تخف عنهم الأخبار. فيقال: إنهم أعلم الناس بكلّ خبر. خرج

1 / 96