لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» . كان النبي ﷺ أشجع الناس. عن أنس عن النبي ﷺ أنه قال: «فضّلت على الناس بأربع:
بالسماحة، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش» . عن النبي ﷺ:
«الحرب خدعة» . وقيل: إذا لم تغلب فاخلب «١» وقيل: حازم في الحرب خير من ألف فارس، لأن الفارس يقتل عشرة أو عشرين، والحازم قد يقتل جيشا بحزمه وتدبيره.
بعضهم: كن بحيلتك أوثق منك بشدّتك، وبحذرك أفرح منك بنجدتك.
قيل: المكر أبلغ من النجدة. علي بن أبي طالب ﵁ لبعض بنيه: لا تدع أحدا إلى البراز، ولا يدعوك أحد إلا أجبته، فالداعي باغ، والباغي مصروع. قيل: من تفكّر في العواقب لم يشجع. قيل: تفكّر قبل أن تتقدم، فالإتيان بالتندّم لا يغني بعد التقدم. قيل: من خاصم بغير حجّة، وقاتل بغير نجدة، وصارع بغير قوة، فقد أعظم الخطر وأكثر الضرر. قيل: ترك التقدم أحسن من التندم. قيل لعبّاد بن الحصين «٢»: إن جاءتك الخيل فأين نطلبك؟
قال: حيث تركتموني. قيل: لم تكن القتلى في عسكر إلا وأكثرهم من عبد القيس، ولا يكون الفتح إلا في ناحيتهم. قيل لبعض بني المهلب: بم نلتم ما نلتم؟ فقال: بصبر ساعة. قيل: إذا انقضت المدة لم تنفع العدّة. كان يقال لعمر ﵁ «مفتاح الأمصار» لأنه الذي فتح أكثرها.
بعض العرب: ما لقينا كتيبة فيها علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه إلا أوصى