Kitab al-Rawabiʿ li-Aflatun
كتاب الروابيع لأفلاطون
Genre-genre
قال أحمد: إنه ربما كان تدبير العامل ليس بالمستقيم، فيقع فى العمل فى مثل هذا الأوان الدود، ويكون ذلك من قلة التعاهد. ولا يستعظمن أحد تخيل الديدان فى العمل مما من شىء فيه رطوبة فأمد بحرارة أو برودة ألا يخيل فيه؛ وقد يخيل فى اليبس والحر أيضا من ذلك ما أخبرنى به ثابت ما سمعه من بعض الموابذة الملازم لنار يبست بأرمينية أنه تخيل فى النار ديدانا لونها كلون النار لها حركة؛ وأنها كانت إذا خرجت من النار بطلت حركتها. فأما الثلج فإنه كثيرا ما يرى ذلك فيه؛ والكيان إذا لان مسلكه وقرب فى مكانه خيل. والحيلة فى كف هذه الغائلة حركة الإناء وضربه ليبطل عمل الكيان فإنه إذا قوى فى موضع نقل إلى الموضع الآخر، فاحتاج أن يبتدئ أيضا، فلا يزال به كذلك حتى يفرغ من العمل.
قال أفلاطون: وأكثر ما تعرض هذه الأشياء الحيوانية — إلى أن قال: لقرب العهد.
قال أحمد: صدق الفيلسوف وتكلم بالحق، فإن هذا الشىء إذا كان من جنس الحيوان فإنه أقرب إلى التخيل منه إذا كان من الأجساد القريبة العهد بالنمو. وقرب العهد بمجاورة الكيان مما يمكن للكيان.
قال أفلاطون: وطحن العمل بعد التكليس مما يعين على الحل.
قال أحمد: إن الطحن يفرق الأجزاء فيسرع إليها الحل. وما كلس من العمل ربما اجتمع فانضم أجزاؤه.
قال أفلاطون: والعمل الحل، كذلك النبات لا ينمو دون الحل.
قال أحمد: إن هذا الرأى من الفيلسوف تظهر صحته فى القمح، لأنه إذا بدأ فى النبات ثم طحن وخبز كان متخلخل الأجزاء لا يكاد ينضم.
قال أفلاطون: اعلم أن النار الشديدة للغسل والخفيفة للتفريق.
قال أحمد: إن النار الشديدة لا تكاد تحلل، بل تضم الأجزاء بعضها إلى بعض. وإنما التفريق يقع باللين من النار.
قال أفلاطون: فاعتبر ذلك بالعرق.
قال أحمد: إنه لا يسيل العرق الذى هو كنوع من التحلل إلا بالحرارة اللينة.
قال أفلاطون: ومن تمام الإدراك أن يكون العمل خلوا من الطعوم.
Halaman 189