Risalah Al-Jahiz
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Genre-genre
فما زاده ذاك إلا شماسا
وسألت نافذا أن يوصلها ففعل، فلما قرأها ضحك حتى فحص برجليه وقال: لا تحجبه أي وقت جاء. فصرت لا أحجب.
وحجب أحمد بن أبي طاهر بباب بعض الكتاب فكتب إليه: ليس الحر من نفسه عوض، ولا من قدره خطر، ولا لبذل حريته ثمن، وكل ممنوع فمستغنى عنه بغيره، وكل مانع ما عنده ففي الأرض عوض عنه ومندوحة عنه. وقد قيل: أرخص ما يكون الشيء عند غلائه. وقال بشار: «والدر يترك من غلائه.» ونحن نعوذ بالله من المطامع الدنية والهمة القصيرة، ومن ابتذال الحرية، فإن نفسي والله أبية ما سقطت وراء همة، ولا خذلها ناصر عند نازلة، ولا استرقها طمع، ولا طبعت على طبع، وقد رأيتك وليت عرضك من لا يصونه، ووكلت ببابك من يشينه، وجعلت ترجمان كرمك من يكثر من أعدائك، وينقص من أوليائك، ويسيء العبارة عن معروفك، ويوجه وفود الذم إليك، ويضغن قلوب إخوانك عليك؛ إذ كان لا يعرف لشريف قدرا، ولا لصديق منزلة، ويزيل المراتب عن جهاتها ودرجاتها، فيحط العلي إلى مرتبة الوضيع، ويرفع الدنيء إلى مرتبة الرفيع، ويقبل الرشا، ويقدم على الهوى، وذلك إليك منسوب وبرأسك معصوب، يلزمك ذنبه ويحل عليك تقصيره. وقد أنشدني أبو علي البصير:
كم من فتى تحمد أخلاقه
وتسكن الأحرار في ذمته
قد كثر الحاجب أعداءه
وأحقد الناس على نعمته
وأنشدت لبعضهم:
يدل على سرو الفتى واحتماله
إذا كان سهلا دونه إذن حاجبه
Halaman tidak diketahui