ولكن هذه الصواعق الثلاث وقف في وجهها ثلاثة حققوا حكاية بدوي بني صخر، الذي قال لإمام كان يصف لهم في سهرة هول ساعة القيامة والدينونة.
قال البدوي: يا شيخ، في هاتيك الساعة سيدنا موسى لا يكون؟
فأجاب الشيخ: نعم.
فقال البدوي: وسيدنا عيسى؟
فأجاب الشيخ: نعم.
فقال: ورسول الله ألا يكون؟
فأجاب الشيخ: مؤكد يكون.
فضحك البدوي بملء فمه وقال: قم عنا يا شيخ، رعبتنا، هؤلاء ثلاثة أجاويد بوجودهم لا يصير شيء.
وأنا أعتقد أن هؤلاء الثلاثة قد صانوا مقرهم - قاعة الخالدين - فما دخلته شرارة. أما بعد اليوم فأعتقد أيضا أن «بطلك» الذي أبدعه جيل شيرية - الفنان الفرنسي العظيم - سيكون له مع الصواعق شأن يذكر؛ ففي وقفته معان ومعان ... كأنه في وقفته الجبارة الراقصة، يتحدى الصاعقة برأسه ويديه وعينيه وشاربيه صارخا بها: هلمي، أنا هنا.
وكأنه وقد قام على كعب «جزمته» مقعنسا يردد قول ابن كلثوم: حديا الناس كلهم جميعا ... إذا انفختت الأرض أسدها برجلي، وإذا سقطت السماء تلقيتها بيدي. حقا إن الفن الحق الذي نعم به بيتي بفضل هديتك ليخلق المعاني، ويبث الحياة في الظلال فتصير أجمل كثيرا من الحياة النابضة.
Halaman tidak diketahui