إن جريدة الأحد ستصلكم إن لم تكن وصلتكم بالطائرة، ولو كانت الصواريخ في متناولنا لقذفناها إليكم قذفا حتى تصلكم ساعة صدورها.
أما ما ذكرته بشأن نصائحي للنواب التي قرأتها في أحد أجربتي، فكن واثقا أنها حبر على ورق؛ فالجماعة لا يفهمون بلغة أصحاب الأقلام. إن من يكتب بالنبوت يصغى إليه. أما من يكتب بالستيلو فلا يبالي به أحد. فأين وعود طه ومقلد من وعود هؤلاء، فأنا أكتب إليك والغبار يسد أنفي وخياشيمي. طلبت من وزارة الأشغال رشة زفت ترد مثار نقع الحواري عن البيوت والتبغ والعنب والتين وبقية الأثمار؛ فكانت النتيجة أن أرسلوا «ورشة» ترقع الطريق بالتراب الأحمر، فصارت بيوتنا وثمارنا مبودرة محمرة في وقت واحد.
إن الأستاذ مقلد لا يضر أحدا إذا أخلف الوعد، ولكن وعود هؤلاء تقتل الناس صبرا ... وكيف تطلب من مقلد أن يعد ويفي إذا كان من هم أكبر جدا يعدون وفي نيتهم ألا يفوا.
سلم يا أخي بهاء الدين على كل من في «دكار»، وثق أن الأمور عندنا تمشي من حسن إلى أحسن.
ليتك تشرفنا بزيارة لتكون أسرة الأحد في استقبالك بالمطار الذي يرفع رأسنا ورأس مغتربينا بين أمم الأرض.
فبعدما كنا نقاسي المشقات لندل الناس على مكان لبنان في الأرض، أصبحنا ولنا المطار الثاني في العالم ، ومع ذلك لا يزال فينا من يقول: عنزة ولو طارت.
15 / 7 / 1951
إخواني
ثقوا أن سؤالكم جاء متأخرا جدا ... قد نسيت نسيانا مبينا ما في كتبي المطبوعة وعددها - حتى الساعة - اثنان وثلاثون.
من طبعي ألا أعيد قراءة كتبي بعد ظهورها؛ ولهذا أراني عاجزا عن المفاضلة بين تلك المخلوقات ...
Halaman tidak diketahui