============================================================
[29] المناجاة مناجاة ولي الحق
[صلاة من أجل الصلاة. ينلوها حمزة لمولاه وباريه، بدق ومحبة وحق. فيها المناجاة السادقة، وفيها الحب العميق، وفيها الإخلاص الحق. إنها لمعات صوفية تجمل بالعارفين المشرقة عليهم أنوار إلهية خاصة. دافعها إيمان بالله المتجسد في مقام الحاكم.] باسمك اللهم سبحانك القديم الأزلي عرشك، الشديد بطشك. نور الأنوار في كل مثوى ومكان. خالق الأشباء وباريها، ومعل العلل ومجريها. قدوس قدوس، يا من أقرت له النفوس.
وشهدت بأنه قبل الدهور الداهرة معبود، وفي الأزمان الغابرة موجود. رب الأنوار العلوية، ل والعناصر الأزلية، والعزة الفردانية الصمدبية. واحدي الذات، سرمدي الثبات، مبائن للصفات .
باري البرايا في القدم، فأوجد ذاته لهم كما حكم، حكم بالحق فلم يدغ إلى عدم. فهو الظاهر لتتبيت الحجة على الناس، وهو الباطن الذي لا يدرك بالحواس. أقام قدرته في العالم الذي براه، وكل ناظر إليه على قدر صفاه، كالناظر إلى وجهه في المرآه. سبحانه شاء فأحدثهم بلطفه خلقا، وظهر لهه كهم ليقع الإيمان به حقا وسدقا. ثم تأنس إليهم، فتبت الحجة عليهم. إذ هم يعجزون عن إدراك كيفيته، ولا ببلغون بفوة عقولهم ماهيته.
فحقيق حقيق على من لم يصح له الوجود، ولا معرفة الحدود، أن يلزم الانكار والجحود: لكنه تعالى ذكره عدل، وأحسن إلى الخلق فيما فعل. إذ قام فيهم ظاهرا موجود، وألزمهم حفظ المواثيق والعهود، وعرفهم نفس العبادة من العابد إلى المعبود، بوساطة الإمام وطاعة الحدود:
Halaman 229