(فلك دائر أبى فتياه ... ونية، أو يفقر الفتيان)
كتبت في الطرة "يفرق" بالرفع، فما هذا الغلط؟ أليست "أو" هذه هي التي تنصب بعدها الفعل المضارع في نحو قولك: لألزمنك أو تقضيني حقي، ولأسيرن في البلاد أو استغنى، وقول أمرئ القيس:
(فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا؟)
وكذلك رأيناك لما وصلت بالنظر إلى قول المعري:
(فكأني ما قلت والليل طفل ... وشباب الظلماء في العنفوان)
(ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان)
كتبت في الطرة: "صوابه وروايته: والبدر طفل"، وحكيت عن شيخك أنه فسره فقال: يعني أول الشهر. وقد رأيت في الرواية في بعض النسخ "السقط" فلم أعرض عليها وأنزلتها منزلة الغلط؛ لأنه كلام متناقض، وذلك أنه لا يصح أن يوصف بالطفولية إلا الهلال، لأنه في أول نشئه. وأما البدر فلا يجب أن يقال له: طفل، لأن اسم البدر إنما يقع في حال تمامه وامتلائه. فمن سمى البدر طفلا كان كمن سمى الكهل صبيا، والتام ناقصا، فلا يصح أن يسمى البدر طفلا ولا هلالا، كما لا يصح أن
1 / 51