وقد يستحسن هذا المعنى ويصرفه في شعره كثيرا كقوله:
(كأن الصبا فيه تراقب كامنا ... يسور إليها من خلال إكامه)
(يمر به راد الضحى متنكرا ... مخافة أن يغتاله بقتامه)
(بلاد يضل النجم فيها سبيله ... ويثنى دجاها طيفها عن لمامه)
وإنما عرضت لك هذه الشبهة فيه لذكره الجنح وسجوده فحسبته يصف ليلا، وإنما يصف قفرا، وجعل من جملة هوله طول ليله، وليس يوجب ما عرض من وصف الليل في وصف القفر أن يقال: إنه وصف ليلا. كما أن ذكره ضلال النجم عن سبيله وصرف دجا هذه البلاد الطيف عن لمامه لا يوجب أن يقال: وصف الليل والنجوم، فهذا أحد الخطأين.
وأما الخطأ الثاني فقولك: إنه أراد ثبوت النجوم لثبوت القطبين؛ لأن ثبوت القطبين لا يوجب ثبوت النجوم؛ لأنها أبدا ثابتة والفلك دائر، والنجوم طالعة وغاربة، وهذا كلام من لا يحسن علم الهيئة.
ورأيناك لما وصلت إلى قول المعري:
1 / 50