وأرضهم ما دمت في أرضهم
واجتاز ابن شرف وحده الأندلس، وسكن ألمرية وغيرها، وتردد على ملوك طوائفها كآل عباد بإشبيلية وغيرهم، وبهذه المدينة الأخيرة كانت وفاته (سنة 460ه/1067م)، وخلف ابنا يدعى أبا الفضل جعفرا كان أديبا مجيدا أيضا، أورد له العماد في خريدته والفتح في قلائده قصائد وفصولا، تشهد له بطول الباع.
أما تآليف محمد بن شرف فكثيرة، على ما نقله إلينا المؤرخون، فمنها كتاب «أبكار الأفكار» جمع فيه ما اختاره من نظمه ونثره، وهو أنفس مصنفاته «مفقود وقد يوجد منه شيء في بعض كتب الأدب»، ومنها كتاب «أعلام الكلام» به نخب وملح «مفقود أيضا»، ثم «رسائل الانتقاد»، والمظنون أنه ألفها بعد هجرته القطر التونسي، كما يستفاد من سياق كلامه في مقدمتها، وغيرها من هذه المصنفات الأدبية النفيسة.
وها نحن نأتي هنا على منتخبات نثر وشعر من كلام محمد بن شرف؛ ليرى القارئ براعة هذا المؤلف الجليل، ومكانته من الأدب.
فمن نظمه في الشوق إلى بلاده القيروان مدة إقامته بالأندلس:
يا قيروان وددت أني طائر
فأراك رؤية باحث متأمل
يا لو شهدتك إذ رأيتك في الكرى
كيف ارتجاع صباي بعد تكهل
وإذا تجدد لي أخ ومنادم
Halaman tidak diketahui