Rasa'il al-Shahid al-Thani
رسائل الشهيد الثاني
ما ينافي الاقبال بالقلب على الله تعالى من حديث النفس والالتفات إلى أمر دنيوي بل الفكر في غير متعلق الصلاة وإن كان أخرويا فإنه من دقايق مكايد الشيطان فان المطلوب لله تعالى والموجب للقبول انما هو الاقبال على كل فعل من أفعالها حال الاشتغال فيه كما نبه عليه بقوله صلى الله عليه وآله وانما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك ويدخل في هذا القسم ما عده الفقهاء من المكروهات كمدافعة الاجنثين والنعاس والتنخم والبصاق والعبث وغيرها فإنها مشتركة في مضادة الاقبال ومنافية للخشوع واما منافيات الصحة فضابطها منافاة الاخلاص واستكثار الطاعة ويدخل في الأول الريا باقسامه وفى الثاني العجب والكلام في كل منهما مستوفا وذكر أقسامها واحكامها يخرج عن وضع الرسالة لكنا نذكر المهم فاعلم أن الوعيد على هاتين الأفتين في الكتاب والسنة كثيرا يخرج عن حد الحصر قال الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن وقال النبي صلى الله عليه وآله ان النار وأهلها يعجون من أهل الريا فقيل يا رسول الله فكيف تعج النار قال من حر النار التي يعذبون بها وعنه صلى الله عليه وآله قال المرائي يوم القيمة ينادى بأربعة أسماء يا كافر يا فاجريا غادريا خاسر ضل سعيك وبطل اجرك ولا خلاق لك التمس الاجر ممن كنت تعمل له يا خادع وعنه صلى الله عليه وآله ان الله تعالى يقول انا اغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا فأشرك فيه غيري فنصيبي له فانا لا اقبل الا ما كان خالصا لي وعنه صلى الله عليه وآله ان الجنة تكلمت وقالت انى حرام على كل نجيل ومرائي وعنه صلى الله عليه وآله ان أول من يدعى يوم القيمة رجل مع القران ورجل قاتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز وجل للقاري ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب فيقول ما عملت فيما علمت فيقول يا رب قرانه في اناء الليل واطراف النهار فيقول الله كذبت ويقول الملائكة كذبت ويقول الله تعالى انما أردت ان يقال فلان قارى فقد طل ذلك؟
Halaman 142