333

Rasail

رسائل ابن حزم الأندلسي

Penyiasat

إحسان عباس

Penerbit

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

Genre-genre

Fikah
Fiqh Zahiri
من كل ذلك من خوف منافس، أو طعن حاسد، أو اختلاس راغب، أو اقتناء عدو، مع الذم والإثم وغير ذلك. ووجدت العمل للآخرة سالمًا من كل عيب، خالصًا من كل كدر، موصلًا إلى طرد الهم على الحقيقة. ووجدت العامل للآخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم بل يسر، إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال منه، عون له (١) على ما يطلب، لم يهتم، إذ ليس مؤاخذًا بذلك، فهو غير مؤثر فيما يطلب. ووجدته (٢) إن قصد بالأذى سر، وإن تعب فيما سلك فيه سر، فهو في سرور متصل أبدًا، وغيره بخلاف ذلك أبدًا. فاعلم أنه مطلوب واحد، وهو طرد الهم، وليس إليه طريق واحد، وهو العمل لله تعالى. فما عدا هذا فضلال وسخف.
٤ - لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله ﷿، في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
٥ - لا مروءة لمن لا دين له.
٦ - العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا إلا الجنة.
٧ - لإبليس في م الرياء حبالة، وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير خوف أن يظن به الرياء، فإذا اطرقك منه هذا، فامض على فعلك، فهو شديد الألم عليه.
٨ - باب عظيم من أبواب العقل والراحة: وهو طرح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق ﷿، بل هو

(١) ص: دعوى.
(٢) د: ورأيته.

1 / 338