Risalah-risalah Ikhwān aṣ-Ṣafā’ dan Sahabat-sahabat Kesetiaan
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Genre-genre
واعلم يا أخي أن الإنسان أي موضع وقف على سطح الأرض، من شرقها أو غربها أو جنوبها أو شمالها، أو من هذا الجانب أومن ذلك الجانب، وقوفه حيث كان، فقدمه أبدا يكون فوق الأرض ورأسه إلى فوق مما يلي السماء، ورجلاه أسفل مما يلي مركز الأرض، وهو يرى من السماء نصفها، والنصف الآخر يستره عنه حدبة الأرض، فإذا انتقل الإنسان من ذلك الموضع إلى الموضع الآخر ظهر له من السماء مقدار ما خفي عنه من الجهة الأخرى، وذلك المقدار كل تسعة عشر فرسخا درجة، وكل فرسخ ثلاثة أميال، كل ميل أربعة آلاف ذراع، كل ذراع ست قبضات، كل قبضة أربع أصابع، كل إصبع ست شعيرات.
ذكر وقوف الأرض في وسط الهواء وسببه
وأما سبب وقوف الأرض في وسط الهواء ففيه أربعة أقاويل؛ منها ما قيل إن سبب وقوفها هو جذب القلب لها من جميع جهاتها بالسوية فوجب لها الوقوف في الوسط لما تساوت قوة الجذب من جميع الجهات.
ومنها ما قيل: إنه الدفع بمثل ذلك فوجب لها الوقوف في الوسط لما تساوت قوة الدفع من جميع الجهات، ومنها ما قيل: إن سبب وقوفها في الوسط هو جذب المركز لجميع أجزائها من جميع الجهات إلى الوسط؛ لأنه لما كان مركز الأرض مركز الفلك أيضا وهو مغناطيس الأثقال يعني مركز الأرض وأجزاء الأرض لما كانت كلها ثقيلة؛ انجذبت إلى المركز وسبق جزء واحد وحصل في المركز، ووقف باقي الأجزاء حولها يعني حول النقط؛ يطلب كل جزء منها المركز، فصارت الأرض بجميع أجزائها كرة واحدة بذلك السبب، ولما كانت أجزاء الماء أخف من أجزاء الأرض وقف الماء فوق الأرض، ولما كانت أجزاء الهواء أخف من أجزاء الماء صار الهواء فوق الماء، والنار لما كانت أجزاؤها أخف من أجزاء الهواء صارت في العلو مما يلي فلك القمر .
والوجه الرابع ما قيل في سبب وقوف الأرض في وسط الهواء هو خصوصية الموضع اللائق بها؛ وذلك أن الباري - عز وجل - جعل لكل جسم من الأجسام الكليات يعني: النار والهواء والماء والأرض موضعا مخصوصا هو أليق المواضع به، وهكذا القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل، جعل لكل واحد منها موضعا مخصوصا في فلكه هو ثابت فيه والفلك يديره معه.
وهذا القول أشبه الأقاويل بالحق؛ لأن هذه العلة مستمرة في ترتيب الأفلاك السبعة والكواكب الثابتة والسيارة والأركان الأربعة؛ أعني: النار والهواء والماء والأرض، وذلك أن الله - تبارك وتعالى - جعل لكل موجود من الموجودات موضعا يختص به دون سائر المواضع أو رتبة معلومة هي أليق به من سائر المراتب.
صفة الأرض وقسمة أرباعها
الأرض نصفها مغطى بالبحر الأعظم المحيط والنصف الآخر مكشوف؛ مثلها مثل بيضة غائصة نصفها في الماء والنصف الآخر ناتئ من الماء، وهذا النصف المكشوف نصف منه خراب مما يلي الجنوب من خط الاستواء، والنصف الآخر الذي هو الربع المسكون مما يلي الشمال من خط الاستواء، وخط الاستواء هو خط متوهم، ابتداؤه من المشرق إلى المغرب تحت مدار رأس برج الحمل، والليل والنهار أبدا على ذلك الخط متساويان، والقطبان هنالك ملازمان للأفق؛ أحدهما مما يلي مدار سهيل في الجنوب، والآخر في الشمال مما يلي الجدي، وهذا مثال ذلك:

صفة الربع المسكون من الأرض
Halaman tidak diketahui