Tarian Bayangan Gembira

Rihab Salah Din d. 1450 AH
94

Tarian Bayangan Gembira

رقصة الظلال السعيدة

Genre-genre

قلت لمادي عقب الجنازة: «مادي، أتمنى ألا يحدث لك مثل هذا أبدا.» لم أستطع منع نفسي، فكان هذا ما قلته.» جلست هي الأخرى على الفراش الآن، وراحت تطوي الملابس وتعيدها إلى الصندوق، وهي تبذل جهدا كي تعيد صوتها إلى نبرته العادية؛ وسرعان ما نجحت في ذلك. فمن ذا الذي يمكن أن يعيش عمرا مديدا كهذا من دون أن يكون قد اكتسب حنكة في اللوعة وتمالك النفس؟

قالت أخيرا: «وجدنا الأمر صعبا. أنا ولو وجدنا أن هذا الأمر كان صعبا.»

أهذه آخر وظيفة يمكن أن تؤديها امرأة عجوز، بعد صنع سجاد الخرق وإعطائنا ورقات الخمسة دولارات؛ أن تطمئن إلى أن هواجس العذاب التي انتابتنا موجودة معنا، لم يفلت منها أحد؟

كانت تخشى مادي؛ ومن خلال هذا الخوف نبذتها للأبد. فكرت فيما كانت مادي قد قالته: لا يفكر الجميع بالطريقة نفسها. •••

حينما عدت إلى البيت كانت مادي في المطبخ الخلفي تعد سلاطة، وكانت مستطيلات من ضوء الشمس ساطعة فوق مشمع الأرضية الخشن. كانت مادي قد خلعت حذاءها ذا الكعب العالي، ووقفت هناك حافية القدمين. المطبخ الخلفي عبارة عن غرفة كبيرة لطيفة غير مرتبة تطل، من وراء الموقد ومناشف تجفيف الأطباق، على الفناء الخلفي المنحدر، ومركز إنعاش القلب والرئتين، والنهر السبخي اللامع الذي يكاد يتحلق حول مدينة جوبيلي. طفلاي اللذان كانا قد شعرا بشيء من الكبت في البيت الآخر بدآ على الفور يلعبان تحت الطاولة.

قالت مادي: «أين كنت؟» «لا عليك. كنت أزور الخالتين.» «كيف حالهما؟» «بخير. لا شيء يقهرهما.» «حقا؟ نعم، أظن أنهما كذلك. لم أرهما منذ فترة. في الواقع لم أعد أرهما كثيرا.»

قلت: «حقا.» وعلمت مادي حينئذ ما أخبرتاني به. «كانتا قد بدأتا تضغطان على أعصابي قليلا، بعد الجنازة. فريد وفر لي هذه الوظيفة وكل شيء وكنت مشغولة للغاية ...» ثم نظرت إلي، تنتظر في صبر ما سأقول، وعلى وجهها ابتسامة تشي بشيء من الاستهزاء.

قلت في رفق: «لا تشعري بالذنب مادي.» طوال هذا الوقت كان الطفلان يركضان جيئة وذهابا ويتصايحان بين أرجلنا .

قالت: «لا أشعر بالذنب. من أين أتيت بهذا؟ أنا لا أشعر بالذنب.» وذهبت لتشغل المذياع، وهي تتكلم وظهرها إلي. «سيتناول فريد الطعام معنا ثانية لأنه وحيد. لقد أحضرت بعض توت العليق للتحلية بعد الطعام. موسم التوت هذا العام انتهى تقريبا. هل تبدو لك الحبات جيدة؟»

قلت: «جيدة تماما. هل تريدين مني أن أعدها؟»

Halaman tidak diketahui