Tarian Bayangan Gembira
رقصة الظلال السعيدة
Genre-genre
قرأت الرسالة حتى آخرها وفكرت، ليس للمرة الأولى، أن أي أبله سيقرأ هذه الرسالة سيستطيع أن يدرك أنها الأخيرة. «أريدك أن تعلمي كم أنا ممتن لكل لطفك وتفهمك.» كانت كلمة «لطف» هي الوحيدة التي التصقت بذهني حينئذ، كي تمنحني الأمل. فكرت أنني سأتخلص من رسالته حين أتزوج أنا وكلير. إذن، لم لا أفعلها من الآن؟ مزقتها إلى نصفين ثم مزقت النصفين إلى نصفين وبدا الأمر سهلا كتمزيق الكراسات بعد انتهاء أيام الدراسة. ولما لم أكن أريد أن تعلق ماما على ما في سلة مهملاتي دسست الرسالة الممزقة في حقيبة يدي. وبعد أن انتهيت استلقيت على فراشي وفكرت في عدة أمور. مثلا، لو لم أكن في سكرة بسبب رحيل تيد فورجي، فهل كانت نظرتي لكلير ستتغير؟ هذا احتمال ضعيف. فلولا تلك السكرة ما كنت لأحفل بكلير على الإطلاق، كنت سأنطلق وأفعل شيئا مختلفا، لكن لا جدوى من التفكير في ذلك الآن. الجلبة التي أثارها كلير جعلتني آسف له في أول الأمر. كنت أزدري رأسه المستدير الأصلع، وأسمع تأوهه وهياجه وأفكر، ماذا يسعني الآن إلا أن أكون مهذبة؟ لم ينتظر مني أكثر من ذلك، لم ينتظر قط ما هو أكثر، فقط أن أستلقي وأتركه يفعل ما يشاء، وقد اعتدت على ذلك. تذكرت ذلك وتساءلت عما إذا كنت عديمة الشعور، فقط لأنني استلقيت هناك وتركته يجذبني ويجامعني ويتأوه حول عنقي ويقول ما قال، دون أن أنطق في المقابل بكلمة حب واحدة له؟ لم أرد قط أن أكون امرأة بلا قلب ولم أكن خسيسة مع كلير، وتركته يفعل ما يشاء، ألم أفعل ذلك، في أغلب الأحيان؟ •••
سمعت ماما تنهض من قيلولتها وتذهب لتشغيل غلاية الماء كي تعد لنفسها فنجانا من الشاي وتقرأ الصحيفة. بعد وقت قصير أطلقت صرخة، ظننت أن أحدا مات فقفزت من فراشي وركضت إلى الردهة، لكنها كانت هناك في الأسفل تقول: «عودي إلى قيلولتك، أعتذر لأنني أخفتك. لقد أخطأت.» عدت بالفعل ثم سمعتها تجري مكالمة تليفونية، على الأرجح تتصل بإحدى صديقاتها القديمات لتخبرها بشأن خبر ما في الصحيفة، بعد ذلك أظن أنني غلبني النعاس.
استيقظت على صوت توقف سيارة، وترجل شخص ما منها واتجه نحو الممشى الأمامي. تساءلت، أيكون هذا كلير قد عاد باكرا؟ وعندئذ، بينما أنا مشوشة ونصف نائمة، فكرت أنني قد مزقت الرسالة بالفعل، هذا جيد. لكن لم يكن ذلك وقع خطواته. فتحت ماما الباب دون أن تمنحه فرصة لقرع الجرس، وسمعت صوت آلما ستونهاوس، التي تدرس في مدرسة جوبيلي الحكومية وهي أقرب صديقاتي. خرجت إلى الردهة وانحنيت للأمام وصحت: «مرحبا آلما، هل ستأكلين هنا ثانية؟» كانت تتناول طعامها في مطعم بيلي حيث يكون الطعام جيدا في بعض الأحيان ورديئا في أحيان أخرى، لكن كانت حينما تشم رائحة «فطيرة الراعي» التي يعدونها هناك، كانت تتجه رأسا إلى منزلنا دون دعوة.
صعدت آلما مباشرة إلى الدور العلوي دون أن تخلع معطفها، ووجهها الأسمر النحيل يتوهج إثارة، فأدركت أن شيئا ما وقع. ظننت أنه لا بد يتعلق بزوجها، فهما منفصلان وهو يكتب لها رسائل فظيعة. قالت لي: «هيلين، أهلا، كيف حالك؟ هل استيقظت للتو؟»
قلت: «سمعت صوت سيارتك، ظننت لوهلة أنه صوت سيارة كلير لكنني لا أتوقع عودته قبل عدة أيام أخرى.» «هيلين، هلا جلست؟ تعالي ندخل حجرتك حيث يمكنك الجلوس. هل أنت مهيأة لصدمة؟ كم كنت أتمنى ألا أكون من يخبرك بهذا. تمالكي نفسك.»
رأيت ماما تقف خلفها مباشرة، فقلت: «ماما، أهذه مزحة؟»
قالت آلما: «كلير ماكواري تزوج.»
قلت: «إلام ترميان أنتما الاثنتان؟ إن كلير ماكواري في فلوريدا وقد وصلتني منه اليوم فقط بطاقة بريدية كما تعلم ماما جيدا.» «لقد تزوج في فلوريدا. اهدئي يا هيلين.» «كيف يمكن أن يتزوج في فلوريدا؟ إنه يقضي إجازته هناك؟» «إنهما في طريق عودتهما إلى جوبيلي الآن وسيعيشان هنا.» «آلما، أينما سمعت بهذا فإنه محض هراء. لقد لقيت منه اليوم فقط بطاقة بريدية. ماما ...»
حينئذ رأيت ماما تنظر إلي كأنني في الثامنة من عمري وأصبت بالحصبة وكانت درجة حرارتي تتجاوز المائة والخمس فهرنهايت. كانت ممسكة بصحيفتها فمدتها إلي كي أقرأ. قالت: «الخبر هنا.» وهي غير مدركة على الأرجح أنها تهمس. «الخبر مكتوب هنا في صحيفة باجل هيرالد.»
قلت: «لا أصدق ذلك البتة.» وبدأت أقرأ وأقرأ الخبر كله وكأن الأسماء المكتوبة لأشخاص لم أسمع بهم قط من قبل. بعضهم كان كذلك فعلا. في احتفال بسيط في كورال جيبلز بفلوريدا، تزوج كلير ألكسندر ماكواري، من مدينة جوبيلي، ابن السيدة جيمس ماكواري من نفس المدينة، والراحل السيد جيمس ماكواري، وهو رجل أعمال محلي مرموق وعضو البرلمان لفترة طويلة، من السيدة مارجريت ثورا ليسون، ابنة الراحلين السيد والسيدة كلايف تيبوت من لينكن بولاية نبراسكا. لم يضم الحفل سوى السيدة هارولد جونسون شقيقة العريس وزوجها. ارتدت العروس بدلة أنيقة باللون الأخضر الزيتوني مزينة بإكسسوارات ذات لون بني قاتم وسوارا من زهور الأوركيد البرونزية. وارتدت السيدة جونسون بدلة باللون البيج مزينة بإكسسوارات سوداء اللون وسوارا من زهور الأوركيد الخضراء. العروسان في طريقهما الآن بالسيارة إلى منزل المستقبل في جوبيلي.
Halaman tidak diketahui