Tarian Bayangan Gembira
رقصة الظلال السعيدة
Genre-genre
تبعنا ذاك الرجل، الذي كان لا يزال يحمل فأسه ويؤرجحها في طيش، وصعدنا المنحدر ومنه إلى الشجيرات. زادت الأشجار من برودة الجو، وأدناها كان يوجد ثلج حقيقي خلفه فصل الشتاء، يصل عمقه لقدم أو اثنين، وجذوع الأشجار تطوقها في حلقات، صانعة مساحة مظلمة غريبة كالدفء الذي تصنعه بأنفاسك.
وصلنا إلى حقل من الأعشاب الهالكة، واتخذنا طريقا عبره ووصلنا إلى حقل آخر أفسح حيث يوجد شيء يبرز من الأرض. كان سقفا يميل في اتجاه واحد وليس له قمة، وخرج من السقف أنبوب يعلوه غطاء، والدخان يتصاعد منه. نزلنا درجات سلم قادتنا إلى قبو؛ وكان هذا كل شيء؛ قبو له سقف. قال أبي: «يبدو أنك هيئت الأمور تماما لنفسك يا جو.» «الجو دافئ، هذا هو حال العيش تحت الأرض، يكون الجو دافئا بطبيعة الحال. فكرت في الجدوى من بناء منزل مجددا، فقد حرقوا لي منزلا مرة، وسيحرقونه مجددا. ولماذا أحتاج إلى منزل على أية حال؟ لدي المساحة التي أحتاج إليها هنا، لقد صممته بحيث يبعث على الراحة.» ثم فتح الباب عند قاع السلم قائلا: «خذ في اعتبارك يا بن أنني لا أقول إن على الجميع العيش في حفرة تحت الأرض، رغم أن الحيوانات تفعل ذلك، وما يفعله الحيوان، على وجه الإجمال، يحمل معنى ومغزى. لكن إذا كنت متزوجا، فهذا أمر مختلف.» ثم ضحك الرجل واستطرد: «أما أنا فلا أخطط للزواج.»
لم يكن المكان مظلما تماما. كانت هناك نوافذ القبو العتيق، تسمح بدخول قليل من الضوء المشبع بالسخام. إلا أن الرجل أشعل مصباحا يعمل بالكيروسين ووضعه فوق الطاولة. «هكذا تستطيع رؤية مكانك.»
لم يحو المكان سوى حجرة واحدة، حجرة أرضية بها ألواح خشبية غير مثبتة بمسامير، لكنها ممتدة على الأرض لتصنع ممرات للسير، وضع موقد على شيء أشبه بمنصة، وتوجد طاولة، وأريكة، وكراسي، بل وخزانة مطبخ، وعدة أغطية سميكة متسخة للغاية من النوع المستخدم في زلاجات الجليد لتغطية الخيول. ربما لولا تلك الرائحة المريعة التي تفوح من المكان - رائحة الكيروسين، والبول، والهواء الثقيل الراكد - لكنت عرفت أنه المكان الذي أود العيش فيه، مثل البيوت التي أصنعها بركام الثلوج في الشتاء، مستخدمة عصيا من الحطب كأثاث، مثل المنزل الذي صنعته منذ مدة طويلة أسفل الشرفة، صنعت أرضيته من التراب العجيب الذي لا تطوله شمس أو مطر.
لكنني توخيت الحذر، جلست فوق الأريكة المتسخة، وتظاهرت بعدم النظر إلى أي شيء. قال أبي: «تنعم بالدفء والسكينة هنا يا جو، أليس كذلك؟» وجلس بجانب الطاولة حيث وضع الفأس. «كان حريا بك أن تراني قبل بدء ذوبان الثلوج. لم يظهر شيء من المنزل سوى المدخنة.» «ولا تشعر بالوحدة أيضا؟» «ليس أنا. لم أحبذ الوحدة قط. لدي هنا هر يا بن. أين ذاك الهر؟ ها هو ذا خلف الموقد. إنه لا يستمتع بالصحبة، ربما.» ثم جذب الهر، كان هرا ضخما رمادي اللون بعينين عابستين. «سأريك ما بإمكانه فعله»، ثم أخذ صحن فنجان من فوق الطاولة، وأخرج برطمانا من الخزانة وصب شيئا منه في الصحن، ثم وضعه أمام القط. «جو، هذا القط لا يحتسي الويسكي، أليس كذلك؟» «انتظر وسترى.»
نهض القط وتمدد بصعوبة، ثم ألقى نظرة شريرة حوله ونكس رأسه ليشرب من الصحن.
قال أبي: «ويسكي غير مخفف!» «من المؤكد أنك لم تر مثل هذا المشهد من قبل. وليس من المحتمل أن تراه مرة أخرى. فهذا الهر يحتسي الويسكي قبل اللبن كل يوم. في واقع الأمر لم يعد يحصل على اللبن، لقد نسي شكله. أتريد شرابا يا بن؟» «لا أعلم من أين حصلت على هذا، ليس لدي معدة كمعدة هرك.»
بعد أن انتهى الهر سار على غير هدى بعيدا عن الصحن، وانتظر للحظة، ثم وثب بمخالبه وهبط بغير ثبات، لكنه لم يسقط. تأرجح الهر، وضرب الهواء بمخالبه عدة مرات، وماء في يأس، ثم اندفع نحو الأمام وانزلق تحت طرف الأريكة. «جو، إن تماديت في هذا الأمر، فلن يعود لديك هر.» «أنا لا أؤذيه، فهو يستمتع بالأمر. لنر ماذا لدينا للفتاة الصغيرة لتناوله» لا شيء، هكذا تمنيت، لكنه أحضر علبة من حلوى الكريسماس، والتي بدا أنها ذابت ثم تجمدت ثم ذابت مرة أخرى؛ لذا اختفت الخطوط الملونة من عليها، وكان لها مذاق المسامير. «إن السيلاسيس يضايقونني يا بن. يأتون ليلا ونهارا. الناس لا تكف عن مضايقتي أبدا. أستطيع سماعهم عند السطح ليلا. إذا رأيتهم يا بن، فلتخبرهم بما أعددت لهم.» ثم التقط الفأس وضرب بها على الطاولة، فتمزق المفرش المتعفن. «لدي بندقية صيد أيضا.» «ربما لن يعودوا لمضايقتك مجددا يا جو.»
تأوه الرجل وهز رأسه نافيا: «لن يتوقفوا أبدا. كلا، لن يتوقفوا أبدا.» «حاول ألا تعيرهم أي اهتمام، سيسأمون ويرحلون.» «سيحرقونني في سريري، لقد حاولوا من قبل.»
لم يقل أبي شيئا، لكنه فحص نصل الفأس بإصبعه. أما أسفل الأريكة، فأخذ الهر يضرب بمخالبه ويموء في تشنجات متوهمة واهية أكثر. بعد أن استبد بي التعب، وشعرت بالدفء بعد البرودة، وقد تجاوز شعوري بالحيرة حد الاحتمال، بدأ النعاس يغلبني وعيناي مفتوحتان. •••
Halaman tidak diketahui