وكانت قطام تتكلم وخولة مطرقة تفكر بماذا تجيب. أما عبد الله فإنه لعن الساعة التي أتت بها تلك الخائنة وخاف على خولة أن تتلعثم أو تفحم لأن الأدلة قوية.
أما والد خولة فلم يكد يسمع حديث قطام حتى استشاط غضبا وصاح في خولة بأعلى صوته «الله عليك يا خائنة لقد\ فهمت الآن تلاعبك ونفاقك» ثم التفت إلى قطام وقال «وأي متى لقي عبدك عبدي مع ذلك الرجل في الكوفة».
قالت «ليلة 17 رمضان».
فأطرق برهة ثم اقترب من خولة وجذبها بيدها إلى وسط القاعة وقال لها بنغمة الانتهار «لقد انكشف لي القناع وعلمت سبب فرار بلال كما تزعمين. أرسلته مع حبيبك ليساعده على إنقاذ أبي تراب (علي بن أبي طالب) وقالت لي أنه فر بالجملين والظاهر أنه أخذهما معه ليركب هو ورفيقه عليها» ثم التفت إلى عمرو وقال «إن ابنتي يا سيدي تستحق القتل اقتلها أو دعني أقتلها بين يديك».
فوقف عبد الله للحال وقد ثارت فيه الغيرة على خولة وهو يظن سكوتها خوفا أو ارتباكا لأنه لم ير ملامحها من وراء النقاب فأمسك أباها بيده وقال برزانة وسكينة يخاطب عمرا «ألتمس من مولاي الأمير الذي أمر أن تكون خولة زوجة لي أن يوقف أباها عند حده فهو الآن لا يملك من أمرها شيئا. أما إذا اقترفت هي ذنبا تستوجب عليه قصاصا فالأمر فيه لمولاي وليس لأحد سواه».
وكان عمرو قد اقتنع بثبوت الجريمة على خولة ولكنه أحب أن يسمع دفاعها ورأى عبد الله يتكلم بحق وعدل فقال لأبي خولة «دع خولة فأنت كما قال عبد الله لا تملك من أمرها شيئا».
فتنحى أبو خولة وهو يلهث ويدمدم ولحيته ترتعش في صدره. وتنحى أيضا عبد الله وخولة لا تزال واقفة. أما قطام فول أزاحت خمارها لبان الابتهاج على وجهها فنجاح مهمتها.
فقال عمرو «ما بالك يا خولة لا تدافعين عن نفسك. أليس ما قالته قطام عنك صحيحا؟ هل كنت عالمة بخبر المؤامرة على قتلي؟»
قالت «نعم».
قال «وهل ساعدت سعيدا على إنقاذ الإمام علي فأرسلت معه خادمك وجمليك».
Halaman tidak diketahui