فسيق البرك إلى معاوية فقال لمعاوية أن عندي خبرا أسرك به فإن أخبرتك فنافعي ذلك.
فقال له معاوية نعم.
قال إن أخا لي قد قتل عليا هذه الليلة.
فقال «فلعله لم يقدر على ذلك».
قال «بلى إن عليا ليس معه أحد يحرسه»فأمر به معاوية فقتل وجعل يطبب جرحه
فلما علمت قطام بنجاة معاوية لم يبق لديها إلا الشخوص على الفسطاط للإيقاع بخولة.
الفصل الحادي والثمانون
عبد الله في دار الأمير
أما عبد الله فإنه مكث في محبسه وقلبه واجف مما قد يطرأ من تغيير خطة المؤامر. وقد خطر له الاحتياط من ذلك فلما باح لعمرو بالسر اشترط عليه أن لا يطلع أحدا عليه لأنه إذا شاع وعلم المؤامر به ربما غير خطته فيقدم الميعاد أو يؤخره فيظهر ذلك من عبد الله مظهر الكذب. وهذا الذي دعا عمرا لكتمان أمر المؤامرة عن كل واحد حتى صاحب شرطته. وأما والد خولة فقد كان من أكثر الناس تقربا من عمرو وأعظمهم غيرة عليه فكان عمرو يساره في مثل هذه الشؤون ولولا رغبته في معاتبته على خيانة صهره ابن ملجم ما كشف له الأمر.
فلما كان ليل 17 رمضان أخذ القلق من عبد الله مأخذا عظيما لعلمه أنه ليلته بين الحياة والموت. فأصبح ذلك اليوم وهو لا يزال محبوسا لا نافذة في محبسه يطل منها أو يسمع ما يجري على أنه سمع لغطا لم يفهم منه شيئا صريحا فتربص حتى جاءه الخفير بالطعام على جاري العادة فاستفهمه فطمأنه باختصار فسر ولبث إلى مساء ذلك اليوم.
Halaman tidak diketahui