فقال سعيد «وما الذي كان يحملها على القبول به ألم يكن لها أن ترفضه».
قال «كلا يا مولاي لأن سيدي والدها هو الذي أطمعه بها ووعده بزفافها إليه أما هي فقد تحققت من قرائن مختلفة أنها كانت مصممة على رفضه ولو مهما كلفها ذلك من العناء».
الفصل السبعون
قلب خولة
فتذكر سعيد حديث خولة وتمثلت له صورتها كالملاك وتذكر ما آنسه فيها من الحمية والأنفة والشهامة وما شعر به نحوها من الميل يوم لقيها في الفسطاط وهو لا يزال مخدوعا بمواعيد قطام ومشغولا بأمر الإمام علي فلم يترك لقلبه يومئذ مجالا للحب فلما سمع ذكرها الآن تجددت ذكراها في ذهنه فمال لسماع أخبارها فظل على تجاهله فقال «أو هل أنت متحقق أنها كانت مصممة على رفضه ولو أغضبت والدها».
قال «نعم إني واثق بما أقول وقد لحظت شيئا آخر ....» وسكت وهو يبتسم.
قال «وما هو».
قال «ألم تلحظه أنت».
قال «كلا وما هو. قل».
قال «لحظت أنك وقعت من نفسها موقعا عظيما. ولحظت أيضا أنك لم تجهل ذلك.»
Halaman tidak diketahui