كانت تتحدث بهدوء وطلاقة، بلغة إنجليزية راقية، بأعصاب باردة كأنف كلب.
بادرها: هل أنت وحدك؟ - نعم وحدي.
في الحق لا يدري لم سألها هذا السؤال، لكن للسؤال جذورا متأصلة في عمق مأساته، من تظن كان يجب أن يكون في صحبتها، أم أنك تريدها وحدها؟ جلست على أرض الكهف بأدب، ضامة فخذيها، متخذة من ساقها اليسرى مسندا، قدم لها سريره الجوال كي تجلس عليه، لكنها رفضته قائلة إنها تفضل الأرض لأنها تعودت على ذلك، ثم أضافت: الأرض لا تؤذي أحدا.
إنها أمنا جميعا، وهكذا أيضا كان يؤمن مستر جين ومسز جين. - نعم، عرفته إنه البدائي. نعم، كنت تقيمين معهما في المنزل، أليس كذلك؟ - نعم، ليس بالصعب أن تتنبه إلى ذلك. - نعم.
في الحق هي تحب الثرثرة عندما يكون المثرثر فيه آل جين، وهو أيضا يحب أن يعرف عنها الكثير لكنه يحب أن يبدأ الكلام بالمقلوب؛ ليس بالآباء ولكن بالنسل، الحفيدة. - هل البنت البيضاء هي ابنتهما؟ - سنيلا؟ أين رأيتها؟ إنها سنيلا.
صمت - حسبما خيل له - لوقت قصير جدا، لكنه في الحق صمت لوقت طويل جدا، شرد فيه بكليته الواعية إلى حركة مفصل الركبة المتزامن مع اهتزاز طفيف للنهدين وحنية الرأس جهة اليسار. - سنيلا، سنيلا! - أنت تهذي، هل تعاني من مرض ما؟ - لا شيء على الإطلاق. - إذن لا تجلسين على السرير. - بالأرض هوام. - الأرض لا تؤذي، الأرض لا تؤذي.
كانت تحدثه عن مسز ومستر جين البدائيين بشهية غنائية وبرؤية بسيطة صادقة ببصيرة كلب/طفل.
في البدء كانا ملكين هبطا في غفلة عن العادي إلى الأرض، جاءا من حيث لا يدري أحد، كنا أطفالا تقتلنا الدهشة ونحن نرى لونهما الأبيض، لبسهما وألوانه الزاهية التي كانت تفعل فينا فعل السحر، عيونهما الخضراء تشبه عشب الخريف، عربتهما، كل شيء، كل شيء. لكن ما كان يثير القرية ويفتح شهية الكواكيرو شخصيا هو الأمل المتمثل فيما يمكن أن يحدثه هذان الشخصان من تطور.
لا بد أنهما سينشئان بيتا للتعليم.
لا بد أنهما سينشئان بيتا للعلاج .
Halaman tidak diketahui