عندما وعى غروب الشمس نتيجة لاحتجاب الرؤية، أصدر أمرا ميدانيا حازما لنفسه: سيطلع القمر وسيحضران حالا.
نعم، ليعلو القمر قبة السماء بعض الشيء، نعم، لا بأس، ليصعد قليلا.
يوميا كان يشهد شروق الشمس على شط البحيرة، يشهد غروبها على الشط الآخر، ينتظر بتلهف ميئوس مدم طلوع القمر، ثم يعود لأهل الكهف يشاركهم الغياب.
الليلة قمرية.
مضاء الدغل كله، مظلم الأمل في غرف ذاته، مشتى الحزن، القمر يضيء كل شيء إلا الحزن، إنه يزفته ويطينه.
يستطيع من أمام كهفه أن يرى بنايات القرية، النار المضرمة بالكهف تستعر معها فراغات الكهف، وحدته.
كان يستمع إلى راديو فرنسا الدولي، في الحق لم يكن منتبها لما يذيعه الراديو، أيضا لم يكن منتبها لما يدور خارج الكهف؛ لأنه إذا كان منتبها لسمع صوت البنت المترجمة تنادي:
You Man. You Man .
حركت الشوك المنسد به باب الكهف، حينها صاح مذعورا: من هناك؟ من هناك إنس أم جان؟!
هب واقفا على رجليه، بيد مرتجفة أمسك فأسا قريبة منه، قالت الفتاة المترجمة تزيح الغصن الشوكي تماما عن الباب: أنا فلوباندو، الفتاة المترجمة، ناديتك من الخارج ولم تسمع.
Halaman tidak diketahui