هل ستفتحون بيوتا للشفاء؟
هل ستستغلون التبر في تعمير الدغل وإنشاء الصناعات المفيدة؟
هل ستحاربون الملاريا والجدري والسل ومرض العظام؟
هل ستبدءون ذلك اليوم؟
قولوا لهم ذلك وستسمعون النقارة تدق تحت كل شجرة وكل قصب الدغل سيتحول إلى مزامير وإيقاعات، قولوا لهم ذلك وسترون البنيات الجميلات يرقصن التاتاتا، قولوا لهم ذلك وسترون كيف يلعب الأطفال لعبا لا يحلم به أحد.»
قال «موس»، وهو ابن المحارب «جامبو»، قضى بالخارج ما يزيد على خمسة وعشرين عاما، وكان ضمن أول دفعة أرسلها الكواكيرو للتعلم: «وهذا ما سنفعله.
وهذا ما سنقوله.
ولكن ليس الآن، الآن يجب علينا أن نتحرر، أن نستقل بأنفسنا، أن ننشئ دولة باسم الدغل، دولة تحمي مصالح الدغليين، وتنهض بالدغل لتضعه في مصاف الدول المتقدمة ولدينا ما يحقق هذا الحلم، نحن نعد لذلك منذ خمسة عشر عاما، أي منذ أنشأ أبناؤكم بالخارج الحركة الوطنية للتحرير.»
قال الكواكيرو: إذن أنتم تنوون الحرب؟ - حرب التحرير.
شهدت بنفسك حرب الإبادة في عام 1950، رأيت كيف يقتلون الأطفال والرجال بلا رحمة، مليون ونصف المليون من البشر طحنوا طحنا تحت جنازير الدبابات أو شوهوا بقاذفات اللهب أو أخذوا عبيدا ومساجين في الشرق. شهدت حرب التهجير بعد عامين من ذلك، ورأيت كيف يؤخذ الناس للعيش قسرا على هوامش المدن، وهنالك تتفه معتقداتهم ويؤتى لهم بدين جديد، تتفه عاداتهم وتقاليدهم ويؤتى لهم بخلق جديد، تتفه ثقافاتهم ويؤتى لهم بثقافة أخرى لا تمت إليهم بصلة، ومن منهم يستطيع أن يقول لا؟ لأن من يقول لا يقتل في الحال، أنت تعرف ذلك. والآن ما سبب هجرة قبائل «لالا» و«شاري» و«فترا» و«كا» إلى هذه الأصقاع النائية من الدغل؟ وأين هي مواطنكم القديمة؟ في يد من؟ أين منجم الذهب الكبير؟ في يد من؟ من أين يستخرج الشرقيون البترول؟ لمصلحة من؟
Halaman tidak diketahui