Ragnarok: Pengakhiran Dewa-Dewa
راجناروك: نهاية الآلهة
Genre-genre
تحرك «لوكي» بعنف في هذه الشبكة التي تقطر دما، ظنا منه أنه ربما يستطيع التحول إلى ذبابة، أو حشرة أبي مقص، ويتسلل هاربا منها. إلا أن الآلهة تلوا الأحرف الرونية على القيود المصنوعة من الأشلاء، فتصلبت وصارت حديدا وأحكمت قبضتها عليه.
أحضرت إلهة العواصف «سكادي»، ساخرة ومتهكمة، ثعبانا هائلا ينفث السم وحبسته في سقف الكهف فوق وجه «لوكي» تماما، حتى يظل ما ينفثه من سم يقطر عليه إلى الأبد.
قالت الآلهة بقناعة ورضا: إنه لا بد أن يبقى هكذا حتى تحين «راجناروك».
تسللت زوجته إليه حاملة طبقا كبيرا ليسقط فيه السم. ويقال إنها كلما تأخذ هذا الطبق بعيدا لتفرغ ما فيه من سم، كان السجين يتلوى في قيوده، وهذا ما كان يسبب الزلازل التي يشعر بها البشر.
كانت الآلهة تضحك على مشهدهما.
فكرت الطفلة النحيلة فقالت في نفسها: ولكنهم كانوا يعلمون أن «راجناروك» ستأتي. وقد كان «فنرير» الذئب مقيدا، وتحولت «يورمنجاندر» إلى قيد يلتف حول الأرض تحت البحر. وتقبع «هيل» داخل حصنها. وغزت الذئاب والثعابين العقل، ولكن في حدود. فبينما أحاطت الأفعى بالبحر، أحاطت الذئاب بالسماء، تلاحق طوال الوقت «النهار» و«الليل»، و«الشمس» و«القمر»، ولا تمسك بهم أبدا، ولكنها لا تكل ولا تمل في سعيها. «لوكي» مكبل في قيوده.
في كتاب «أسجارد والآلهة» تأتي «راجناروك» مباشرة بعد واقعة تقييد «لوكي»، كما لو كانت لا توجد أي أحداث ذات قيمة يمكن تسجيلها في الفترة بينهما. يشرح الكتاب أن «راجناروك» تعني نهاية الحكم، أو بعبارة أخرى «نهاية الآلهة»، ومنها يأتي مسمى «فناء الآلهة»؛ ومع ذلك يشرح البعض أن كلمة «روك» تعني «محاكمة»؛ أي «محاكمة الآلهة». وتبدو كلمة «فناء» مرضية إلى حد كبير، وإن بدت غير صحيحة من الناحية الاشتقاقية؛ إنها «راجناروك»، المحاكمة أو المصير (فكلمة «راجنا» هي صيغة الجمع لكلمة «ريجين»). ومن ثم، فإن «راجناروك» تعني بالأساس فناء الآلهة، ولكن كما قيل لنا: إنها قد أسيء فهمها.
اندهشت الطفلة النحيلة من ذكر موت، أو نهاية، أو محاكمة، أو فناء الآلهة في القصة الموجودة بين يديها. فجزء من غموض هذا الكتاب وبهجته هو ذكر كل شيء فيه عدة مرات، بترتيب مختلف وبنبرات أصوات متفاوتة. فقد بدأ الكتاب بنوع من الفهرس المعنون للآلهة، يذكر أفعالهم ومصائرهم. ويوجد مكان ل «راجناروك» في تلك القائمة؛ إذ تظهر مبكرا في الصفحة رقم 16، ملخصة في نظم شعري. إلا أنها يعاد سردها بأسلوب طبيعي أكثر في نهاية الكتاب، مع ذكر للمشاعر والأحكام، ثم يعاد سردها مرة أخرى في ترجمة شعرية ل «الفولسبا»، أو «قصيدة الفناء»، في آخر جزء من الكتاب، بأسلوب مخيف وأشبه بتعويذة. تروى هذه القصيدة في الزمن المضارع، وكأنها رؤية تنبئية للمستقبل، نراها كأنها تحدث أمامنا في «العصر الحاضر». لقد أصبحت هذه الطفلة النحيلة شاهدة على فناء العالم، في كل مرة تقرأ فيها هذه الأشكال من السرد المختلف للقصة. فحتى أحلام «بالدر» السيئة كانت نبوءة بكوارث «راجناروك». لقد بدا هذا السرد مختلفا عن القصص المسيحية عن نهاية العالم، وعودة الإله الحي لمحاكمة الأحياء والأموات. في هذه الواقعة حوكم الآلهة أنفسهم واتضح تقصيرهم. من حاسبهم؟ وما الذي أحدث «راجناروك»؟ فقد وصف انتظار «لوكي» ليعثروا عليه، ويحتجزوه، ويقيدوه، على أنه المعرفة بأن عذابه هو بداية «راجناروك». فكان من المقرر أن يعذب حتى حدوث «راجناروك». فكرت الطفلة النحيلة في نفسها أن أحدا لم يكن يشك في حدوث «راجناروك»، لا الآلهة، ولا الذئاب، ولا الثعابين، ولا حتى المخادع المتحول. فقد وقفوا جميعا في أماكنهم مشدوهين، يحدقون فيها، كما تحدق الأرانب في ابن عرس، دون التفكير في منعها. يعاقب إله المسيحيين البشر الخطائين، ويبعث الموتى «الصالحين». وقد عوقب آلهة «أسجارد» لأنهم كانوا سيئين هم وعالمهم. فهم لم يتمتعوا بالذكاء الكافي، وكانوا أشرارا. فكرت الطفلة النحيلة في العنف الذي يحدث في ساحة اللعب وفي قصف لندن، وراقت لها فكرة أن الآلهة سيئة، وأن الأشياء التي تحدث سيئة. فالقصة طالما كانت موجودة، وطالما عرفها الممثلون.
الطفلة النحيلة في زمنها
سورتر حاملا سيفه الملتهب.
Halaman tidak diketahui