Ragnarok: Pengakhiran Dewa-Dewa
راجناروك: نهاية الآلهة
Genre-genre
كان هناك ثلاثة آلهة تركت «أسجارد» وذهبت للتمشية بغرض المتعة في الحقول الخضراء في «ميدجارد». ذلك حيث تزهو الأرض بالعشب الأخضر والكراث الغض. هؤلاء الثلاثة هم «أودين»، و«هونير»، و«لودر» الذي ربما كان «لوكي» السريع ولكن في هيئة أخرى، مثلما أوضح كتاب «أسجارد». وصلت الآلهة الثلاثة إلى شاطئ البحر ووجدت هناك جذعين ميتين من شجرتين مختلفتين، «أسك»، شجرة مران رمادية، و«إمبلا»، التي ربما كانت شجرة جار الماء، أو الدردار، أو إحدى الكرمات. كان هذان الجذعان فارغين لا يحتويان على أي شيء.
كانا بلا عقل،
وبلا إحساس،
بلا دم وبلا صوت،
وبلا ألوان زاهية.
حولتهما الآلهة الثلاثة إلى مخلوقات حية. أعطاهم «أودين» العقل، وأعطاهم «هونير» الحواس، بينما أعطاهم «لوكي» المتقد الدم واللون. وبذلك أصبحت الآلهة القاتلة الثلاثة هي الآلهة الثلاثة المانحة للحياة، ولكن هذا على افتراض أن «فيلي» و«في» اللذين اختفيا من القصة، قد حل محلهما ببساطة كل من «هونير» ولوكي، مثلما ظنت الطفلة النحيلة. كان هناك دائما ثلاثة آلهة؛ فهذه هي القاعدة في جميع القصص، سواء الأسطورية أو الخيالية. إنها «قاعدة الثلاث». كان الثلاثة في القصة المسيحية هم الجد المستاء، والرجل الطيب المعذب، والطائر الأبيض ذو الأجنحة المرفرفة. أما في قصة هذا العالم، كان أودين خالقا، وهكذا كان الإلهان الآخران أيضا، فشكلوا معا ثلاثة.
تخيلت الطفلة النحيلة الرجل الخشبي الجديد والسيدة الخشبية الجديدة. كانت بشرتهما ناعمة، وكأنها لحاء جديد، وعيونهما لامعة مثل الطيور اليقظة؛ حركا أصابع يديهما وقدميهما ببطء واندهاش، مثل الفراخ أو الثعابين الصغيرة وهي تخرج من البيض، وتتعثر قليلا بينما تتعلم المشي. فتحا فمهما ليبتسم كل منهما للآخر. لم يأكلا شيئا؛ فقد كانا عبارة عن مادة نباتية ميتة؛ ولكن فميهما المليئين بالأسنان البيضاء القوية والجديدة كانا يحويان أيضا الأنياب الحادة التي تميز آكلي اللحوم، كالذئب الذي يقبع في الرأس.
لم يعرف بعد ذلك أي شيء عن مصائر «أسك» و«إمبلا» سواء السعيدة أو التعيسة. وشأنهما شأن الكثير من الأشياء في هذه الحكاية، فهما يبقيان معا لفترة وجيزة، ثم يعودان إلى الفجوة المظلمة. ولكن «أودين»، الإله، كان أحد محركي القصة. ولوكي أيضا؛ إذ كان الإله الهائم الثالث من النوع المخادع فعلا، كما فضلت أن تعتقد الطفلة النحيلة؛ لأن الروابط التي تحيك نسج الحكاية ستصبح أقوى لو كان موجودا وقت خلق البشر.
سارت الطفلة النحيلة عبر الحقل الجميل في كل الظروف الجوية، وهي تحمل حقيبة كتبها وأقلامها التي يتدلى منها القناع الواقي من الغاز، مثل العبء الذي كان يحمله المسيح عندما يسير عبر الحقول، وهو يقرأ كتابه المقدس. وبينما كانت تسير، فكرت طويلا ومليا في معنى الإيمان. إنها لم تصدق القصص الموجودة في كتاب «أسجارد والآلهة». ولكن هذه القصص كانت ملتفة في جمجمتها كالدخان، وتطن فيها كما يطن النحل الداكن في خليته. وقد قرأت القصص الإغريقية في المدرسة، وقالت لنفسها إنه ذات مرة كان هناك أناس جلبوا «الإيمان» إلى هذه الآلهة المتقلبة والعدوانية، بيد أنها كانت تقرأ هذه القصص مثلما تقرأ القصص الخيالية. «القط ذو الحذاء»، و«بابا ياجا»، وجنيات الليل التي تساعد في الأعمال المنزلية، والعفاريت والجنيات، الحمقى منهم والخطيرين، وحوريات البحر، وحوريات الغابة، والهيدرا، والحصان الأبيض المجنح؛ «بيجاسوس»، كل هذه القصص والمخلوقات الخيالية منحت العقل المتعة التي يمنحها الخيال عندما يكون لفترة وجيزة أكثر واقعية بكثير من العالم المرئي نفسه. ولكن هذه القصص لم تعش فيها، ولم تعش هي في تلك القصص.
كانت الكنيسة تحتوي على بوابة صغيرة حقيقية، مثل تلك الموجودة في كتاب «رحلة الحاج»، مكتوبة عليها عبارة «اطرق على البوابة، وستفتح لك». هرولت عبر تلك البوابة، ووضعت الحقيبة والقناع، ثم حملت عبء ما كان مطلوبا منها تصديقه وهي «لا تستطيع» تصديقه، وكانت تعلم، في أعماق عقلها وجسدها، وفي رئتيها اللاهثتين وفي الفراغ خلف عينيها، أنها «لا تريد» تصديقه. كان بنيان سيجد عقابا رهيبا لها، كأن تنزلق في قدر من الزيت المغلي، أو أن يحملها شيطان ذو مخالب بعيدا ويضعها فوق قمم أشجار الغابة.
Halaman tidak diketahui