Rahmat Calamin
رحمة للعالمين
Penerbit
دار السلام للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾.
ونحر النبي ﷺ يوم النحر ثلاثا وستين بدنة بيده المباركة، ونحر علي ﵁ عن النبي ﷺ سبعا وعشرين بدنة، وكان ذلك في منى وكانت منحرا منذ عهد إبراهيم ﵇، وبعد النحر أتى النبي ﷺ بيت الله، وطاف طواف الإفاضة، واقتدى الصحابة جميعا بالنبي ﷺ، وتمت التضحية بآلاف من الإبل والغنم والضأن والبقر (١).
= الله ﷺ قال لئن قلت ذاك، إن فيهم لخصالا أربعا، منهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك".
ومن الواضح أن هذا الحديث ورد في صحيح مسلم والإمام مسلم توفي في المرن الثالث، ولذا فإن كل معارض لابد أن يعترف أن هذا التنبؤ شاع بين المسلمين في القرن ٣هـ وهو الزمان الذي رفرفت فيه راية الإسلام على الدنيا كلها وتألق المسلمون في مجال العلم والحكمة والقوة والحضارة والسياسة وما إلى ذلك. والتنبؤ في مثل هذه الظروف بانتهاء هذه السيطرة والسيادة وذهاب شوكة المسلمين وسيطرة أمم أوربا المسيحية على الدنيا كان أمرا خارجا عن نطاق العقل والفكر، وهو فأل سيء للمسلمين، إلا أن الإمام مسلم ﵀ أدرج الحديث في صحيحه لأنه عرف أنه حديث صحيح وهو من كلام النبي ﷺ. وفي النهاية وبعد قرون ظهر صدق هذا الحديث، وليخبرنا اليوم أي إنسان عن بلد لا يخضع لسيطرة الدولة النصرانية أو لا يدور في فلك سياستها. ولهذا لا يمكن الطعن في صحة الخبر الذي ورد في الحديث، وإذا صح هذا فإن العلامة التي ذكرها المسيح ﵇ فيما يتعلق بالنبي ﷺ (إنجيل يوحنا ١٦/ ١٣) قد صحت أيضا.
وهدفنا مما كتبناه هو أن يتبع الأخوة النصارى إرشادات المسيح ﵇ فيتبعوا محمدا رسول الله ﷺ الذي ورد خبره بعلامات واضحة جدا في الإنجيل.
(١) انظر سفر أشعياء (٦٠/ ٧) فقد ورد فيه: كل غنم قيدار تجتمع إليك، كباش نبايوت تخدمك، تصعد مقبولة على مذبحي وأزين بيت جمالي".
ونبايوت وقيدار اسمان لابني إسماعيل (انظر سفر التكوين ٢٥/ ١٣) وقبائل قريش من أولاد قيدار، ومعظم القبائل الأخرى من نسل نبايوت (أو نبيط أو نبيت أو نبايوت) وقد ورد في هذه الفقرة أن جميع قبائل العرب تضحي في ذلك الوقت. وقد ورد هنا أن المنحر مذبحه وبهذا أصبح واضحا أن هذا المنحر هو المنحر الذي يتقبل الله تعالى فيه قرابينه، وقد شرف هذا الموضع بكونه منحرا مقبولا عند الله تعالى - ثم تأتي الفقرة التي تقول: وأزين بيت جمال، ومن الواضح أن بيت الجمال ترجمة للبيت الحرام وقد أطلق الله تعالى هذا الاسم على الكعبة في القرآن الكريم حيث قال،: ﴿جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس﴾ وأسماء قبائل العرب، وعنوان منى، وذكر منى وبيت الله معا أمور تجعل التنبؤ هنا موجها فقط إلى حج النبي ﷺ وقد سبق ذكر الأصحاح ٦٠/ ١ - ٦ من سفر =
1 / 223