Rahman dan Syaitan
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Genre-genre
في سفر الرؤيا، ليوحنا اللاهوتي، وهو آخر أسفار العهد الجديد، لدينا تفاصيل عن اليوم الأخير مكتوبة بأسلوب رؤيوي رمزي، مما عهدناه في الأسفار الرؤيوية الأخرى، نقتطف منها المقاطع الآتية: «ونظرت، وإذا زلزلة عظيمة حدثت، والشمس صارت سوداء كمسح من الشعر، والقمر صار كالدم، ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة. والسماء انفلقت كدرج ملتف، وكل جبل وجزيرة تزحزحا عن موضعهما، وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاور وفي صخور الجبال، وهم يقولون للجبال وللصخور اسقطي علينا وأخفينا» 6: 12-16. «ثم حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة، ورأيت سبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله وقد أعطوا سبعة أبواق ... ثم إن سبعة الملائكة الذين معهم سبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا. فبوق الملاك الأول فحدث برد ونار مخلوطان بدم وألقيا على الأرض، فاحترق ثلث الأشجار واحترق كل عشب أخضر. ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي إلى البحر، فصار ثلث البحر دما ومات ثلث الخلائق التي في البحر وأهلك ثلث السفن. ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح، ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه، ومات كثيرون من الناس من المياه لأنها صارت مرة. ثم بوق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم. ثم بوق الملاك الخامس فرأيت كوكبا سقط من السماء وأعطي مفتاح بئر الهاوية، ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطانا كما للعقارب وعذابه كعذاب عقرب إذا لدغ إنسانا. وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه ... ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا قائلا للملاك: فك أربعة الملائكة المقيدين عند نهر الفرات العظيم، فانفك أربعة الملائكة المعدون للساعة لكي يقتلوا ثلث الناس ... وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم ... ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين» 11: 9-15. «ثم نظرت، فإذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن إنسان، على رأسه إكليل من ذهب وفي يده منجل حاد، وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة: أرسل منجلك واحصد لأنه قد جاءت ساعة الحصاد إذ يبس حصيد الأرض. فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض فحصدت الأرض. ثم رأيت آية أخرى في السماء، سبعة ملائكة معهم سبع ضربات أخيرة لأن بها أكمل غضب الله ... وسمعت صوتا عظيما من الهيكل قائلا لسبعة الملائكة: امضوا واسكبوا جامات غضب الله على الأرض ... فسكب الملاك الأول جامه على الأرض فحدثت دمامل خبيثة على الناس، وسكب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دما، ثم سكب الملاك الثالث جامه على الأنهار والينابيع فصارت دما، ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فأحرقت الناس بنارها ... ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش (= الدجال) فأباد مملكته، ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه، ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فحدثت رعود وبروق وزلازل عظيمة فزالت لجزر والجبال، ثم نزل برد ثقيل من السماء على الناس» 16: 1-17. «ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده، فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، قيده ألف سنة وطرحه الهاوية وأغلق عليه،
7
وختم عليه لكيلا يضل الأمم فيما بعد، حتى تتم ألف السنة، وبعد ذلك لا بد أن يحل زمانا يسيرا ...» بعد ذلك يقيم المسيح مملكته على الأرض ويعيش مع المؤمنين ألف سنة: «ثم متى تمت ألف السنة، يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (وهم) جوج وماجوج ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة، فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم، وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت ... ثم رأيت عرشا عظيما أبيض و(رأيت) الجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع، ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله ... وسلم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما، ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار» 20: 1-14.
خلاصة
لا تنشأ أية عقيدة دينية في فراغ ثقافي تام، ولا بد للعقيدة الجديدة من أن تستوعب الفكر الديني السائد في الثقافة التي نشأت فيها، فتستفيد منه ومن المفاهيم والصور والنماذج الراسخة في الضمير الشعبي، لتصب أفكارها الجديدة فيها فتعطيها معاني وأبعادا جديدة، ثم تتجاوزها نحو تركيب مغاير كل المغايرة. فالمسيحية هي نتاج الفكر التوراتي المنحول
8
الذي قصرت ثورته الدينية الصامتة «كما دعوناها» عن زعزعة المؤسسة الدينية اليهودية رغم تأثيره البالغ فيها. ولكن الفكر المسيحي كما تبلور في الأناجيل وفي كرازة الرسل، وخصوصا بولس، قد تجاوز أصوله في ذلك الفكر المنحول مثلما تجاوز أيضا الفكر التوراتي، فأسس لعقيدة أصيلة ذات طابع إنساني كوني قل مثيلها في تاريخ الدين.
الفصل الحادي عشر
الرحمن والشيطان في المعتقد الإسلامي
يقوم المعتقد الإسلامي على الإيمان بالله إلها أوحد وخالقا أوحد، ويتبع هذا الركن الأساسي في إيمان المسلم عدد آخر من أركان الإيمان، تفصلها لنا الآية 136 من سورة النساء:
Halaman tidak diketahui