Rahman dan Syaitan
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Genre-genre
أتمان:
النفس الكلية في تجزئها ووحدتها. (7)
مايا:
والكلمة في الأصل تعني الوهم أو الظواهر الخادعة.
تقوم فكرة المايا أساسا من أجل الربط بين الواحد غير المتجزئ والكثرة التي صدرت عنه، لأن الواحد لا يمكن أن يكون سبب الكثرة، ولابد أن هذه الكثرة من عناصر الطبيعة هي وهم يمت إلى عالم الظواهر والخداع، وما دامت الروح تعيش في إسار دورة السببية «سمسارا» فإنها واقعة تحت سلطة المايا، تعاين الكثرة والتنوع، كثرة الموضوعات الطبيعية وتنوع النفوس البشرية. أما عندما تفلح في الانعتاق، فإن الوهم الكبير ينجلي، ويبدو لها كل شيء متوحدا في المطلق العظيم، فتنمحي الحدود بين الظواهر وتذوب الفروق بين الأرواح التي كانت تعيش وهم التفرد والاستقلال. وأما الإله المشخص الذي عرفته النفوس خلال دهور دوراتها في السمسارا، فيبدو لها على حقيقته: براهمان الأزلي الحق، بعد أن كان براهمان + مايا، مثلما كانت النفوس الحية أيضا نفسا + مايا، وهنا يتحقق التطابق في الهوية بين النفس أتمان والمطلق براهمان. إن ما يحقق للنفس هذا النوع من الانعتاق النهائي هو انكشاف بصيرتها الداخلية على حقيقة أن هذا العالم المتكثر هو واحد في جوهره، وإن كل ما في الوجود هو براهمان.
على أن الفهم الواضح للمعتقدات الهندوسية لن يتحصل لنا إلا إذا تابعنا الكيفية التي تطورت بها هذه المعتقدات خلال تاريخ الهندوسية الطويل، والذي يبتدئ مع دخول الأقوام المدعوة بالهندو-آرية إلى شبه القارة الهندية. (5-2) التطور التاريخي
ديانة الفيدا
حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، غزت شبه القارة الهندية جماعات محاربة من الشعوب المعروفة تاريخيا باسم الهندو-آرية، والتي كانت تنساح من مواطنها الأصلية في السهوب الأوراسية نحو مناطق غرب آسيا وأوروبا منذ مطالع الألف الثاني قبل الميلاد. احتل الآريون أولا وادي نهر الأندوز «السند» في شمال غرب الهند، حيث دمروا حضارة عريقة تشبه حضارة وادي الرافدين، ثم تابعوا بعد ذلك تقدمهم ببطء إلى حوض الغانج، ولم يصلوا إلى الجنوب إلا بعد منقلب الألف الأول قبل الميلاد، وقد حمل هؤلاء الآريون إلى الهند الديانة المعروفة بالفيدية، نسبة إلى الفيدا، وهي مجموعة أشعار تحتوي على أناشيد دينية تم تأليفها بعد استقرار الآريين، وعلى امتداد فترة لا بأس بها من الزمن، باللغة السنسكريتية، وهي لغة قريبة من اللغة التي تكلمها وكتب بها الفرع الآخر من الهندو-آريين الذين دخلوا إيران في الوقت نفسه تقريبا.
والفيدية هي ديانة طقسية تقوم على معتقد ربوبي شبيه بمعتقد وادي الرافدين. ففي الأناشيد الفيدية التي كانت تتلى في الاحتفالات الدينية، كان الشعراء في ذلك العصر يسألون الآلهة أن تمنح عبادها قطعانا كثيرة من الماشية، وثروة وحياة مديدة مقابل ما يقدمونه إليها من قرابين، وكانت خدمة الآلهة وتقديم القرابين إليها هي العنصر الحاسم في تقرير مصير الروح وحياة ما بعد الموت. أما الأخلاق فكانت شأنا دنيويا تنظمه الأعراف والعادات القبلية المؤسسة منذ القدم، ولم يكن لأولئك الآريين في بداية عهدهم معابد ولا بقع مقدسة معينة لأداء الطقوس، بل كانوا يقيمون شعائرهم في الهواء الطلق وعلى أرض يمهدونها لهذه الغاية، ويجهزونها بمذبح وبموقد نار لإحراق الأضاحي، وكان القربان يتألف في العادة من منتجات حيوانية مثل الزبدة والجبن، ومن الحبوب، ومن عدد من الحيوانات تذبح تباعا هي التيس والخروف والثور والحصان، وفي نهاية الطقس الذي غالبا ما يدوم يوما كاملا، يؤتى بشراب السوما المخدر فيسكب منه أمام الآلهة ويتم تناوله من قبل المشتركين بالطقس ليحملهم إلى السماء في زيارة خاطفة.
وقد اتسعت أسفار الفيدا حتى شملت أربع مجموعات ضخمة من الأناشيد والتراتيل والصيغ السحرية، التي كانت تتداول شفاهة حتى وقت متأخر من الألف الأول قبل الميلاد، وهذه المجموعات هي: رج فيدا، ساما فيدا، ياجور فيدا، أثار فيدا. وكلمة الفيدا هنا تعني المعرفة المقدسة، وهي من نفس الجذر الإنكليزي
Halaman tidak diketahui