Pengembara Muslim di Zaman Pertengahan
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Genre-genre
ولا ريب في أن هذا الرحالة أتيح له أن يدرس مصر دراسة طيبة خلال رحلته فيها، وإن كان من المحتمل أن تعصبه الشديد للمذهب الفاطمي قد يكون من أسباب إفراطه في الإعجاب بثروة البلاد ورخائها وأمنها، والتسامح الديني فيها وازدهار فنونها وعدالة النظم الاجتماعية فيها.
والحق أن ناصر خسرو لم يكن شديد الاهتمام بالنظم الاجتماعية في مصر فحسب؛ بل نراه يعرض لما يصادفه من هذه النظم في سائر البلاد التي تجول فيها. مثال ذلك ما كتبه عن إقليم الأحساء في بلاد العرب. فقد أعجب بنظام الحكومة القرمطية فيه. وذكر أنه إذا أعسر أحد السكان فيه أقرضوه مالا يستعين به على تدبير أموره، وأن الذي يستدين شيئا لا يطالب بدفع ربح عنه، وأن الغريب الذي يحسن إحدى الحرف يقرض عند وصوله إلى هذا الإقليم مبلغا من المال يستعين به على شراء عدده. وإذا تهدمت دار أو مطحنة، وعجز صاحبها عن إصلاحها، فإن حكام الإقليم ينيطون ببعض عبيدهم إتمام هذا الإصلاح من غير أجر. وللحكومة في الإحساء مطاحن تنفق عليها ويطحن الناس فيها قمحهم بالمجان. وقد سجل ناصر إعجابه بهذه النظم التي تذكرنا الآن ببعض الاتجاهات الاشتراكية في العصور القديمة وفي العصر الحديث. •••
ودون ناصر في أخبار رحلته أن السفر في بعض أجزاء بلاد العرب لم يكن ميسورا إلا إذا استأجر المسافر حارسا من أبناء القبيلة التي يمر بأرضها ليدله على الطريق ويحميه من اعتداء قطاع الطرق.
ومن طريف ما ذكره ناصر عن البيع والشراء في أسواق البصرة أن هذه المدينة كانت تقوم في أنحائها ثلاثة أسواق في اليوم الواحد، وأن رواد تلك الأسواق كانوا يودعون أموالهم عند أصحاب المصارف المالية، ويأخذون منهم إقرارا باستلامها ثم يدفعون قيمة كل ما يشترونه «شيكا» أو «إذنا» يقبض البائع قيمته من صاحب المصرف. وهكذا لا يستعمل التجار النقود في معاملتهم، وإنما يستخدمون «الشيكات أو أذنات الصرف» يدفع قيمتها أصحاب المصارف.
2
ولاحظ ناصر خسرو في مدينة طبس (بين نيسابور وإصفهان) أن المرأة لا تخاطب إلا زوجها أو قريبا لها وأنه إذا ثبت أن رجلا وامرأة لا قرابة بينهما قد دار بينهما حديث فإن جزاءهما القتل.
وصفوة القول: أن رحلة ناصر خسرو في الشرق الأدنى تميط اللثام عن كثير من نظمه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في منتصف القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي).
الإدريسي
هو محمد بن محمد الشريف الإدريسي صاحب كتاب «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق». ولا ريب في أنه من أعلام الجغرافيين المسلمين الذين كان للرحلات شأن عظيم في آثارهم العلمية. ولد في سبتة سنة (493ه/1100م). ودرس في جامعة قرطبة، ثم طاف في الأندلس وشمالي إفريقية وآسيا الصغرى. ويقال أيضا: إنه زار فرنسا وإنجلترا. ثم لبى دعوة الملك رجار
Roger
Halaman tidak diketahui