36

Mengangkat Keraguan dan Kesamaran Bagi Mereka yang Menggunakan Takdir sebagai Alasan untuk Melakukan Dosa

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Penyiasat

أسعد محمد المغربي

Penerbit

دار حراء-مكة المكرمة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٠هـ

Lokasi Penerbit

السعودية

يكْرهُونَ سَماع الْحق كَرَاهَة شَدِيدَة لَا تَسْتَطِيع أنفسهم مَعهَا سَمَاعه لبغضهم ذَلِك ونفرتهم مِنْهُ لَا لعجزهم عَنهُ كَمَا أَن الْحَاسِد لَا يَسْتَطِيع الْإِحْسَان الى الْمَحْسُود لبغضه لَهُ لَا للعجز عَنهُ وَعدم هَذِه الِاسْتِطَاعَة لَا تمنع الْأَمر وَالنَّهْي فَإِن الله يَأْمر الْإِنْسَان بِمَا يكرههُ كالقتال وينهاه عَمَّا يُحِبهُ كهوى النَّفس وَلَيْسَ من شَرط الْمَأْمُور بِهِ أَن يكون العَبْد مرِيدا لَهُ وَلَا من شَرط الْمنْهِي عَنهُ أَن يكون العَبْد كَارِهًا لَهُ فَإِن الْفِعْل يتَوَقَّف على الْقُدْرَة والإرادة والمشروط فِي التَّكْلِيف أَن يكون العَبْد قَادِرًا على الْفِعْل لَا أَن يكون مرِيدا لَهُ لكنه لَا يُوجد إِلَّا إِذا كَانَ مرِيدا لَهُ فالارادة شَرط فِي وجوده لَا فِي وُجُوبه إِذا علمت هَذَا علمت أَن الله تَعَالَى لم يُكَلف الْعباد مَا لَا يُطِيقُونَ لقَوْله تَعَالَى ﴿لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا﴾ وَإِنَّمَا كلفهم بِمَا فِي وسعهم وطاقتهم فَإِن العَبْد لَهُ قدرَة وَإِرَادَة وَفعل حَقِيقَة يقدر بِهِ على فعل مَا كلف بِهِ وعَلى تَركه كَمَا تقدم وَإِن كَانَ الله تَعَالَى هُوَ الْخَالِق ذَلِك كُله كَمَا هُوَ خَالق كل شئ فَإِن خلقه الْقُدْرَة فِي العَبْد مَعَ سَلامَة الْآلَات مَعَ الْإِرْشَاد وَالْبَيَان لما هُوَ النافع والضار ببعث الرُّسُل المزيحة لِلْعَامِلِ مَحْض فضل مِنْهُ تَعَالَى وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي حِكْمَة تَكْلِيف الْمُكَلّفين وعقاب العاصين وأنقسموا فِي ذَلِك قسمَيْنِ أهل الْحِكْمَة وَالتَّعْلِيل وَأهل الْمَشِيئَة والتفويض فَقَالَ أهل الْمَشِيئَة لَا حِكْمَة فِي تَكْلِيف الْمُكَلّفين وعقاب العاصين إِلَّا مَحْض الْمَشِيئَة الإلهية فَهُوَ سُبْحَانَهُ يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد ﴿لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون﴾ وَقَالَ أهل التَّعْلِيل إِن من أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْحَكِيم فَهُوَ لَا يفعل شَيْئا إِلَّا لحكمة وَلَا يتْركهُ إِلَّا لانْتِفَاء الْحِكْمَة فِيهِ وَإِن كُنَّا نَحن لَا نعلم وَجه الْحِكْمَة وَقَالُوا تَكْلِيف الله الْعباد لَيْسَ لاحتياجه الى ذَلِك فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ

1 / 50