96

وضحك فرعون ضحكة عصبية، وقال بسخرية مريرة: كيف ذكرني شعبي يا طام؟ تكلم، إني آمرك.

فقال الرجل: قال الأوغاد .. «ملكنا يلهو.» .. «نريد ملكا جادا.»

فضحك الملك ضحكة كالأولى، وقال متهكما: وا أسفاه! .. ما عاد مرنرع يصلح لعرش الكهنة! .. وماذا قالوا أيضا يا طام؟

فقال الرجل بصوت خافت لا يكاد يسمع: وهتفوا يا مولاي طويلا بحياة حضرة صاحبة الجلالة الملكة نيتوقريس!

فلاح بريق خاطف بعيني الملك، وردد اسم نيتوقريس بين شفتيه بصوت خافت كأنما يذكر شيئا قديما طال به عهد النسيان، وتبادل المشيران نظرة الدهشة، وأحس فرعون بدهشة الرجلين وتحرج رئيس الشرطة، فلم يرض أن يجعل من الملكة حديثا مريرا، وإن سأل نفسه حيرة: ترى ما عسى أن يكون شعور الملكة حيال هذه الهتافات؟ .. واشتد الضيق بصدره، وأحس بموجة عنيفة من الغضب والتمرد والاستهتار، فوجه كلامه إلى سوفخاتب قائلا بخشونة: هل حان موعد الذهاب؟

فقال طام بذهول: ألن يعدل مولاي عن الذهاب؟

فقال الملك بعنف: ألا تسمعني أيها الوزير؟

فاضطرب سوفخاتب وقال بخشوع: بعد برهة قصيرة يا مولاي .. حسبت مولاي سيعدل عن الذهاب.

فقال الملك بهدوء كالذي يسبق العاصفة: سأذهب إلى معبد النيل خلل الجموع الساخطة، وسنرى ما يكون .. عد يا طام إلى واجبك.

الأمل والسم

Halaman tidak diketahui