عَالمين أَن الَّذِي أُوتُوا من الْعلم قَلِيل فَمن كَانَ بِهَذِهِ الْمنزلَة حكم بِأَنَّهُ إِمَام وَاسْتحق أَن يُقَال لَهُ شيخ الاسلام
وَإِذا نَظرنَا فِي مَشَايِخ الاسلام بعد طبقَة الصَّحَابَة وجدنَا مِنْهُم خلقا بِهَذِهِ المثابة رَأينَا أَن نذْكر الْآن مِنْهُم عِصَابَة
فبالمدينة كسعيد بن الْمسيب المَخْزُومِي وَبَقِيَّة الْفُقَهَاء السَّبْعَة وَغَيرهم وبمكة مثل عَطاء بن أبي رَبَاح وطاووس وَمُجاهد وبالعراق كالحسن الْبَصْرِيّ وَابْن سِيرِين وعامر الشّعبِيّ وبالشأم نَحْو جُنَادَة ابْن أبي أُميَّة وَحسان بن عَطِيَّة وَآخَرين من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَمن بعدهمْ كمالك ابْن أنس وَابْن أبي ذِئْب بِالْمَدِينَةِ وَابْن جريج وسُفْيَان بن عُيَيْنَة بِمَكَّة وَالْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز بِالشَّام وَاللَّيْث بن سعد وَعَمْرو بن الْحَارِث بِمصْر وسُفْيَان الثَّوْريّ وَحَمَّاد بن زيد بالعراق وَعبد الله بن الْمُبَارك بخراسان وهلم جرا فِي كل عصر وَأَوَان وطبقة من الاعلام الْأَعْيَان لَكِن كل طبقَة دون الَّتِي قبلهَا فِيمَا نعلم وَالْفضل للسابق الَّذِي سلف وَتقدم فَكل مقَام لَهُ مقَال وكل زمَان لَهُ أَئِمَّة وَرِجَال أَيْن طبقَة شيخ الاسلام أبي زَكَرِيَّا النواوي من طبقَة من أَخذ عَنهُ بل أَيْن طبقَة شيخ الاسلام
1 / 23