Radd Jamil
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
Genre-genre
الحق الحق أقول لكم؛ إن من يؤمن بي، يعمل الأعمال التي أعمل، وأفضل منها يصنع، لأني ماض إلى الأب» هذا آخر كلامه «1».
فأقول: هذا النص كالنص الذي أنكر اليهود إطلاقه، واعتذر عنه ضاربا لهم المثل، وقد مضى القول فيه مبينا، وزاده هاهنا بيانا، وصنع «2» فيه ما عادته أن يصنعه؛ وهو أنه- صلوات الله عليه- لم يأت قط بلبسة إلا وأتبعها كاشفا يظهر خفاءها، وبيان ذلك:
أنه حين سئل «3» أن يريهم الإله، وكان ذلك/ مما لا يمكن إسعافهم به، عدل عن مسئولهم، قائلا: «من رآني فقد رأى الأب». يريد أن الإله، لما كانت رؤيته غير ممكنة للعباد «4»، أقام للأنبياء في تبليغهم أحكامه مقام نفسه، وهذا شأن الملوك المحتجبين، فبأمره يأمرون، وبنهيه ينهون، وبأحكامه يحكمون.
ثم صرح بعدم إرادة ظاهر هذا اللفظ، فقال: «وهذا الكلام الذي أتكلم، ليس هو من عندي» ثم بالغ في البيان، فقال: «بل أبي الذي هو حال في يفعل هذه الأفعال».
يريد أن أقواله/ ليست للإله؛ بقيد كونها مفردة، بل وأفعاله.
أي: وكل كلام صدر مني متضمنا حكما؛ فهو من الله، لأني عنه أخبر، وكل ما ترونه من الأفعال الباهرة للعقول، الناطقة بخوارق الأنبياء؛ فذلك فعله، لأنه واقع بقدرته.
Halaman 87