Radd Jamil
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
Genre-genre
هذا النص واضح جدا، مؤكد لما قلناه، وبيانه: أنه عليه السلام، كشف غطاء الشبهة مبينا جهة المجاز، بقوله: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا».
أي: إن ذلك المجد ينظم شملهم، فيقع أفعالهم جمع متظافرة على طاعتك، ومحبة ما تحبه، وبغض ما تبغضه، وإرادة ما تريده، فيصيرون كرجل واحد، لعدم تباين آرائهم وأعمالهم ومعتقداتهم، «كما نحن واحد»، أي كما أنا معك واحد، لأن مجدك الذي أعطيتني، جعلني لا أحب إلا ما تحبه، ولا أريد إلا ما تريده، ولا أبغض/ إلا ما تبغضه، ولا أكره إلا ما تكرهه، ولا يصدر مني عمل ولا قول إلا وأنت راض به.
وإذا ثبت أن هذه حالته مع الإله، دل على أن من أطاعه، فقد أطاع الإله جل اسمه، ومن أطاع الإله فقد أطاعه، وهذا شأن الأنبياء والمرسلين.
ثم بالغ في إيضاح جهة المجاز بقوله: «كما أنك يا أبة حال في، وأنا فيك، ليكونوا أيضا فينا واحد».
يريد: أن أقوالهم وأعمالهم إذا تظافرت واقعة على وفق مرادك، ومرادك هو مرادي، كنا جميعا كذات واحدة، لعدم تباين الإرادات، ثم إنه عليه السلام، لم يقتنع بذلك/ حذرا من تعلق الخيال الضعيف بظواهر هذه النصوص، فصرح بأنه رسول فقال: «ليؤمن العالم أنك أرسلتني». ثم بالغ في البيان، فقال: «وليس أسأل هؤلاء فقط، بل وفي الذين يؤمنون بي، ليكونوا بأجمعهم واحدا كما نحن واحد».
يريد: أن وحدته معه ليست مقتضية لإلهيته، وإلا لزم أن تكون وحدتهم مع الإله الذي سأله أن يكونوا معه واحدا، كذلك.
فانظر كم من حسن اشتمل عليه هذا النص، من صرائح قد صرح بعدم إرادة ظواهرها، [وتجوزات اقترنت بها معان أبت لها أن تحمل] «1» على حقائقها، ومحاسن يمرون/ عليها وهم عنها معرضون.
ولله در القائل:
Halaman 43