Kitab al-Radd wa-al-ihtigaj ala al-Hasan bin Muhammad bin al-Hanafiyyah
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genre-genre
ومما يحتج به على الحسن بن محمد من المقال، ويدحض به قوله المحال، أن يقال له: إذا كنت تزعم أن الله خلق هذه الحركات التي هي من أفعال العباد؛ من أخذ وإعطاء، وحذو واحتذاء، ولبس وارتداء، وقول ومقال، وزور ومحال، فلا نشك نحن ولا أنت ولا أحد علم شيئا أو فهم، أن قريشا بنت ب(نخلة) (1) العزى، وثقيفا بالطائف اللات، فزينوهما بالجواهر والعقيان، ثم عبدوهما وجعلوهما قسما من دون الله (( الرحمن ))(2)، ومن ذلك ما جعلت ونحتت، وأقامت ونصبت؛ على الكعبة وفيها قريش من الأصنام، وما كانوا يجلون ويعظمون ويذبحون لهبل وأشباهه عند بيت الله الحرام، فيقول الحسن بن محمد: إن الله تعالى بنى لهم اللات والعزى، وأمرهم بعبادتهما والقسم دونه بهما، وإنه أقام لهم تلك الأصنام، وأضل بها كل من ضل بها من الأنام، وعظمهن وذبح جل عن ذلك لهن، وقرب تلك القرابين إليهن؟ لعمرو الحسن بن محمد وأتباعه، وأهل البدعة من أشياعه، لو كان الله خلق وفعل أفعال الفاعلين؛ لكان العابد دون من عبدهن لهن، فلذلك يلزم من قال ذلك بلا شك بهذا القول الكفر؛ إذ يقولون: إن الله فاعل أفعال قريش دونها، وفاعل كل ما فعله من الفواحش غيرها، فلم يا ويحه إذا بعث محمدا إليهم؛ يعيب ذلك عليهم؟! لقد بعثه إذا يعيب عليه فعله(3) دونهم، ويبطل ما صنع، ويخفض ما رفع، (وقريش)(4) إذا كانت لله مطيعة، وفي مرضاة خالقها ماضية سريعة فيما فعل، معظمة مجلة لما أجل، ومحمد لله في فعله مضاد، وفي كل قضائه محآد. فلقد إذا هدم محمد صلى الله عليه وآله ما بنى الرحمن، وعانده وخالف عليه في كل ما شاد(5) . فهذا أكفر الكفر، وأعظم الفرية على الله والإمر. فسبحان من هو بريء من عصيان كل عاص، وطغيان كل مفتر طاغ.
تم جواب مسألته.
المسألة الثامنة: هل أفعال العباد شيء؟ ومن خلقها؟
ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن الأعمال، فقال: خبرونا عن الأعمال التي عمل بها بنو آدم، أشيء هي؟ أم ليست شيئا؟.. فإن قالوا: بل هي شيء؛ فقل: من خلق ذلك الشيء؟ فإن قالوا: الله خلقه؛ انتقض عليهم قولهم،! وإن قالوا: ليس ذلك مخلوقا؛ كان ذلك شركا بالله وتكذيبا لكتابه، لأن الله سبحانه خالق كل شيء؛ فقل لهم: ألم تعلموا أن أفعال بني آدم شيء؛ فإن قالوا: نعم، فقل: والله خلقها؛ فإن قالوا: ليست بشيء! فقل لهم: فقد زعمتم أن الله يثيب على غير شيء، ويعذب علىغير شيء، ويغضب من غير شيء، ويرضى من غير شيء، ويدخل الجنة بغير شيء، ويدخل النار بغير شيء.
تمت مسألته.
جوابها
وأما ما سأل عنه من أفعال العباد، فقال: أشيء هي أم غير شيء؟ وقال: إن كانت شيئا فمن خلقها؟ وإن لم تكن شيئا فهل يعذب أو يثيب الله على غير شيء؟ .
فإنا نقول، وإلى الله سبحانه نؤول: إنها شيء وأشياء، وطاعة وعصيان، وإساءة وإحسان، ألم تسمع الله سبحانه يقول: {لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا} [مريم: 89 92]، فسمى تحرك ألسنتهم بما قالوا من الكذب والافتراء شيئا، ثم أخبر بأن السموات لو كان فيهن من العقول والتمييز ما فيكم؛ لانفطرن لإعظام ما جاء من قولكم. وكذلك لو أن الجبال كان فيها بعض ما ركب من الفهم فيكم؛ لخرت لإعظام اجترائكم على الخالق بما به اجترأتم.
Halaman 315