Kitab al-Radd wa-al-ihtigaj ala al-Hasan bin Muhammad bin al-Hanafiyyah

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
144

Kitab al-Radd wa-al-ihtigaj ala al-Hasan bin Muhammad bin al-Hanafiyyah

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

Genre-genre

Fikah Syiah

وأما قوله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، فإنا نقول في ذلك بالحق المبين، على رب السموات والأرضين؛ فنقول: إن معنى قوله: {ولا يزالون مختلفين}، أي لا يزال أهل الحق لأهل الباطل مخالفين، وعليهم في باطلهم وفسقهم منكرين، {ولذلك خلقهم} رب العالمين، وبه أمرهم سبحانه أكرم الأكرمين، فخلق جميع خلقه ليعبدوه لا ليعصوه، وأمرهم أن يطيعوه ولا يخالفوه، وأن يجاهدو الكافرين كافة أجمعين؛ حتى يفيئوا إلى طاعة رب العالمين. فخلقهم سبحانه لما شاء من ذلك، وشاء ما أمرهم به، وأمرهم بما خلقهم له من طاعته، ومجاهدة أعدائه والنصر لأوليائه، فقال سبحانه في ذلك: {وقاتلوا المشركين كافة} [التوبة: 36]. وقال: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين} [التوبة: 123]، وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} [الممتحنة: 1]، وقال: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة: 22]، ففي كل ذلك يأمر المحقين بمخالفة المبطلين(1)، وبالبراءة والعداوة للفاسقين(2) الناكثين، وبالتحاب والتواصل والتبار والتواخي على الدين. ومن ذلك ما يقول جل جلاله أكرم الأكرمين: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} [الحجرات: 10].

وقد قيل في قوله: {ولذلك خلقهم}: إنه مردود على ما ذكر من الرحمة، وكل ذلك والحمدلله فجائز أن يقال به على ذي الجلال والقدرة، لا ما يقول الضالون: إن الله عز وجل خلقهم للضلال والاختلاف، وركب فيهم العداوة وقلة الائتلاف. وكيف يكون ذلك والله يأمر بقتال من بغى، وظلم وتجاهل وأساء، حتى يفيء إلى البر والتقوى؟ وذلك قوله تبارك وتعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات: 9]. ففي هذا والحمدلله من الدلالة على ما قلنا، ما أجزى وكفى. تم جواب مسألته.

المسألة الثامنة والعشرون:

Halaman 437