Tuhan Revolusi
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genre-genre
وقد دعم هذا الرأي وعلا به أكثر «أحمد بدوي» بتأكيده: أن المصريين قد «عرفوا أن الله واحد لا شريك له»، بل إنهم «قد نزهوا الخالق عن طبيعة الأشياء»،
4
وعاضده في ذلك عبد الحميد زايد بقوله: «إن المصري القديم، منذ الدولة القديمة أو أبعد من ذلك، أراد أن يجعل فكرة الميلاد من إله واحد، ليس له كفوا أحد.»
5
ولكن؛
إلى أي حد يمكن الاطمئنان إلى هذه الآراء؟ وكيف يمكن أن تتفق مع ما تعلمه الجمهرة عن تعدد الآلهة المصرية، المطبوعة بأشكالها الحيوانية؟ وعلى أي أساس أو أسس، بنى هؤلاء آراءهم؟
وهنا بدا واجبا أن نحتكم إلى قوانين التطور، فنبدأ مع المناشئ الأولى للديانة المصرية القديمة، وليس هناك من شك في أن الديانة كانت لها في مصر القديمة أهمية كبرى، فلا يزعم زاعم أنه توجد قوة أثرت في حياة الإنسان القديم، مثل قوة الدين. ولقد اعتقد المصريون أن بلادهم قد حكمتها الآلهة في عصورها الأولى، وعليه فإن ملوكها ليسوا إلا وارثين لعروشهم وواجباتهم عن هذه الآلهة، وبالتالي فهم أبناء آلهة أو آلهة؛ ولذلك كانت الحكومات ذات طابع ديني قوي، حتى عرف عن المصريين - فيما روى هيرودوت - أنهم كانوا أكثر الأمم تدينا.
6
وكما سلف، فقد كانت المعبودات في مصر هي آلهة المدن، التي تميزت بأسمائها وأشكالها وأعيادها، وكان إله المدينة يعتبر عند سكانها أعظم من كل آلهة المدن الأخرى، ونتيجة للأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي أدت إلى توحد المدن في أقاليم، فقد ساد معبود كل إقليم على آلهة بقية المدن التابعة، فأصبح معبودا رسميا للإقليم كله، فكان بعض آلهة هذه المدن يغلب على أمره فيفقد أهميته، بينما كان بعضها الآخر يحاول سدنته التقريب بينه وبين إله العاصمة؛ لينال له من حظه نصيبا.
وبضم الأقاليم وتكوين الحكومات الكبيرة، زاد إدماج الآلهة، حتى انتهى الأمر في عصر فجر التاريخ إلى عبادة إلهين عظيمين - إلى جوار عدد غير قليل من الآلهة الأقل شأنا - وهما:
Halaman tidak diketahui