207

Tuhan Revolusi

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Genre-genre

وهكذا بات واضحا أن الإرادة الشعبية قد انتصرت تماما على المستوى العقائدي، بجلوس أوزير على عرش رع، ويضيف كل من دريتون وفاندييه قولهما: «إن حدثا سياسيا آخر؛ هو انشقاق طيبة، قد جاء يقضي بانتصار أوزير انتصارا كاملا»؛

44

فقد دخلت مدينة أبيدوس الأوزيرية المقدسة، تحت سيطرة حكومة طيبة الواستية، مما جعلها تضمن الولاء الشعبي لها، فقضت - كما سلف - على حكومة نن سوت، ثم استطاع أمنمحات الأول وزير دفاعها أن يصعد على عرش مصر، معضدا بحكماء الثورة ورجالها، ليؤسس الأسرة الثانية عشرة؛ لتدخل مصر بعد ذلك مرحلة جديدة تماما، «حيث أصبح كرسي الحكم قائما بإرادة الشعب»، وأصبح استمرار الحكم أو نهايته، مرهونا برضى هذه الإرادة أو سخطها، وقد دللت على ذلك الأحداث التي تلت صعود أمنمحات العرش، فقد صعد معه إلهه المغمور آمون، والذي كان نسخة جديدة من رع، حتى إنه تسمى «آمون رع»، ولما رأى الثوار في ذلك ردة عن المبادئ العقائدية للثورة، فقد قامت المحاولة الانقلابية لاغتيال أمنمحات، بعد أن حاول رجاله إجهاض الثورة على المستوى الفكري أو العقائدي الفلسفي، فزعم «أهل المعرفة من رجال طيبة أن آمون هو الروح لأوزيريس، وقالوا: إن جسد آمون يوجد في الدنيا السفلى»،

45

ويصبح المعنى أنه لن يكون هناك حياة لأوزير بدون آمون، والقضاء على آمون قضاء على أوزير، وعليه فلا حياة أخرى لكل المؤمنين به إذا قضي على آمون.

وتقريبا بين إله الملكية وشعبه، فقد أخذت الأدعية المسجلة تقول:

يا آمون،

أصغ لمن يقف وحيدا في المحكمة، «فقيرا

وخصمه غني»،

فتضطهده المحكمة،

Halaman tidak diketahui