Tuhan Revolusi
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Genre-genre
الفصل الثاني
عقيدة الخلود المصرية
إن الدين في كل عصر ومكان، وسيلة من وسائل تثبيت عروش الملوك والحكام.
د. عبد الحميد زايد
رغم كل ما قدمته مدرستا أون ومنف، لتفسير نشأة الوجود المحسوس كونيا وكائنيا، فقد ظل هذا العالم المحسوس - بشكل عام - عالما زائفا لا يمكن الاطمئنان إليه، بعد أن وجد هؤلاء أن الفناء يدب في أحيائه وجماده، مهما طالت أو قصرت مدة بقائها، مما جعل هذه التفسيرات أحد وجهي الديانة المصرية، فقد رأت الحكمة المصرية أن الوجود لا يمكن أن يكون هو هذا الوجود الفاني المتغير فقط، وإنما الوجود وجودان أو عالمان، عالمنا هذا المادي المحسوس، وهو عالم زائل فان لا بقاء له، وعالم آخر تشكل مواصفاته والإيمان به وبوجوده؛ الوجه الآخر والأكثر قوة في الديانة المصرية القديمة.
ولما كان الوجود قد تشكل أصلا من الأضداد، فمن البديهي أن يكون هناك عالم آخر يضاد بوجوده عالمنا المحسوس، فيتصف بالخلود مضادة لعالمنا الزائل. وإلى هذا العالم الخالد، لا بد سيرحل الناس بعد موتهم، مما جعل الاعتقاد في الخلود أساس الديانة المصرية ، ولبها وجوهرها، فيؤكد المؤرخ «ول ديورانت» على أن أهم ما كان يميز الدين في مصر القديمة «توكيده لفكرة الخلود»،
1
بل لم نجد باحثا واحدا على الإطلاق ممن طالعنا، لا يعتبر هذا الأمر مسلمة وبديهية، ويؤكد الباحثون على أنه «لا يوجد شعب - قديم أو حديث - بين شعوب العالم، احتلت في نفسه فكرة الحياة بعد الموت المكانة العظيمة التي احتلتها في نفس الشعب المصري.»
2
وقد رأى المصري القديم في ظاهرة الموت أمرا مفزعا ومخيفا، يجب اجتنابه بأي صورة أو شكل، مما حدا بهذا العقل إلى وضع تصور شامل لحياة أخرى خالدة من بعد الموت.
Halaman tidak diketahui