ها أنت ذا يا سند إيطاليا ومعقل آمالها في ملك روما القديمة لا تفتأ تبوء بالفشل بعد الفشل، ولا تفيق من لطمة إلا لتلقى لطمة، ولا تجوز بفضيحة إلا لتستقبل فضيحة، أرأيت عذابا أشد من هذا العذاب وعقابا على الظالم أوجع من هذا العقاب؟
اللهم إنني لم أكتب إليك هذا شفاء لحقد، أو بذلا لضغن، فقد علمت أننا معشر أهل الجنة لا نحقد ولا نطغن، ولكن بسطا للعظة وضربا للعبرة، وفي الختام أرجو يا حضرة الماريشال أن تنوب عني في إزجاء أخلص التهنئات إلى صديقك موسوليني قيصر الرومان العظيم!
جنة عدن في 2 من المحرم عام 1360 (طبق الأصل)
كتاب مفتوح
من جرزياني إلى القائد السيد عمر المختار
سيدي المختار
السلام عليك ورحمة الله، ولا شك أن هذا إخبار لا دعاء، فأنت من مثواك في الجنة في رحمة دونها كل رحمة، وفي سلام ليس يعدله سلام.
وإني أشكرك شكرا جليلا على كتابك الذي فرضت لي فيه ضميرا، إذ ظننت أنني أتمثلك في مسائي وفي صباحي، وفي غدوي وفي رواحي بما أسلفت إليك وما أجرمت عليك، إذ الواقع أنك لم ترد لي على خاطر ولم تسنح لي قط في بال، اللهم إلا ساعة فضضت كتابك، وأزلفت عيني إلى توقيعك، في هذه اللحظة ذكرتك لأول مرة وذكرت ما كان مني إليك.
على أني جد مشغول عن مثل هذا الذي كان مني لك ولغيرك ممن تمكنا من نواصيهم، وسلطتنا القوة عليهم، مشغول عن هذا كله بالجزع على ما كان إلى الآن، والهول والذعر مما يكون بعد الآن.
ولقد تكشفت لنا - نحن قادة الفاشست - في ميادين الحرب والسياسة جميعا، تلك الحقائق القاسية الأليمة بعد طول احتجاب، ومن هذه الحقائق أننا لم نخلق لحرب ولا لقتال، بل لقد عوضنا عن هذا بما طبعنا عليه من الفن الجميل، وما رزقنا من نصيب فيه جليل، فنحن أدق الناس إذا أحفرنا أو صورنا، ونحن أجود الخلق إذا غنينا أو عزفنا، وأبرع العالمين إذا رقصنا أو قصفنا، وأمهرهم وعدنا فأخلفنا، وما لنا وراء ذلك بالحرب ولا بغير الحرب يدان!
Halaman tidak diketahui